لا للاستسلام

كنت طالبة جامعية متفوقة أدرس التاريخ في كلية الأداب جامعة عين شمس وبجانب الدراسة كان ليا عدة نشاطات مجتمعية ، فكنت عضوة في اتحاد الطلاب ومتطوعة في جمعية رسالة للأعمال الخيرية ، وأثناء الدراسة أحببت العمل الإعلامي وأسست انا ومجموعة من الأصدقاء أول راديو إذاعي على شبكة الإنترنت في مصر والتحقت للتدريب في جريدة حواء المصرية .
بعد أن تخرجت قررت أن أكمل دراسات عليا وبالفعل تخصصت في التاريخ الإسلامي واجتزت السنة التمهيدية للماجستير بنجاح وبدأت فعلا بتحضير الرسالة وفي هذه الفترة تزوجت ورزقني الله بطفلتي الأولى ، تفرغت لرعايتها بالكامل ولم أتمكن من تكملة دراستي وأجلت مناقشة الماجستير فترة ولكن يشاء القدر ويرزقني الله بطفلتي الثانية ، أحسست بالإحباط ومررت بفترة صعبة من الحزن والاكتئاب وأحسست أن حياتي توقفت ولم أتمكن من فعل اي شئ سوى العناية ببناتي فقط ، كان من الصعوبة أن أستطع التوازن بين أهدافي وشغفي في العلم والدراسة وبين دوري كأم خاصة أنه لظروف ما لم يكن هناك أحد ليساعدني في هذه الفترة العصيبة ، فقررت أن أتفرغ لدوي كأم ، لكن مازال الصراع قائم بداخلي ولم أتمكن من التخلي عن حلمي في النجاح ، قررت أن أستغل موهبتي وحبي للمنتجات اليدوية وبالفعل بدأت من منزلي بخامات وأدوات بسيطة وبدأ مشروعي يكبر نوعا ما وعملائي يزيدون ، وفي هذه الأثناء رزقني الله بطفلي الثالث ، مررت بنفس فترة الأكتئاب ولكن هذه المرة لم أستسلم ورضيت بقدر الله وبعد انقطاع فترة عدت إلى عملي ومشروعي مرة أخرى ، كانت هناك صعوبة بالغة في التوفيق بين احتياجات البيت ورعاية ثلاثة أطفال جميعهم تحت سن الخمس سنوات وبين قدرتي على الشغل والابتكار ومحاولاتي للتطور ، لكن عزيمتي كانت أقوى ، فبدأت بالتواجد في المعارض وأصبح ليا ظهور إعلامي في التلفزيون المصري وكثر عملائي وبدأت أخطو نحو النجاح .
ولكن من حوالي ستة أشهر يشاء القدر أن أتوقف رغما عني ولأسباب خارجة عن إرادتي ، فقد أصبت بجلطة في المخ سببت لي شلل نصفي مؤقت وأثرت على حركة رجلي ويدي اليمين التي أعتمد عليها بالكامل في صناعة منتجاتي ، ولكني لم أستسلم وبفضل الله تجاوزت هذه الفترة وسرعان ما تشافيت بعد فترة من الأدوية والعلاج الطبيعي وها أنا الان اتمكن من تحريك يدي وتمكنت من العودة لحبي وشغفي بكل ما هو مصنوع بالأيدي ، ومازال هناك كثير من الأحلام والأهداف التي أنوي الوصول إليها بإذن الله .

شاركي من هنا

مقالات ذات صلة