صدق نفسك وحلمك وحاول

أنا شيرين السيد فتاة من مركز صغير فى محافظة البحيرة. من صغرى وأنا عندى أحلام كتير ونفسى أحققها لكن التحديات كانت دايما أكتر. بدأت القصة من إلتحاقى بالثانوية العامة وكنت أول فتاة من الأسرة توصل للمرحلة دى، فعلى قدر فرحتى على قدر التخوف إللى كان جوايا من إنى أفشل ومقدرش أكملها أو حتى أكمل للمرحلة الجامعية. لكن برغم كل المخاوف اللى جوايا بدأت الدراسة وكلى أمالى وطموح إنى أجيب مجموع عالى وأدخل كلية من كلية القمة، لكن أوقات مش بنوفق فى مراحل معينة فى حياتنا، وده مش معناه أننا مش شاطرين أو إننا منستاهلش النجاح إللى إحنا عايزينه، لكن ممكن تكون مش دى الفرصة المناسبة لينا، وعليه لم أوفق للحصول على مجموع يؤهلنى لدخول كلية عملية كبيرة، وكان من نصيبى إنى التحق بكلية الزراعة.. فى الوقت ده للأسف مكانش عندى رفاهية انى ادخل كلية خاصة فقررت الدخول لكلية الزراعة.
ومع كل الإحباط والإحساس بالفشل واليأس اللى كان جوايا، إلا إنى اعتبرتها فرصة جديدة وقررت أذاكر وأعمل اللى عليا لعلها تكون البداية لما هو أفضل.. ولما ربنا وفقنى فى اول سنة ونجت بامتياز وكنت الأولى على الدفعة، حسيت أنه عوض من ربنا وتشجيع واتزرع جوايا امل جديد إنى اتخرج واشتغل دكتوراة فى الجامعة وفضلت أذاكر واجتهد على مدار الاربع سنوات إلى أن اتخرجت بتفوق ومرتبة الشرف ومن الاوائل كمان. وعلى قدر فرحتى بالنجاح ده، إلا إنى مع اللأسف لم أوفق للحصول على فرصة فى الجامعة أو مركز بحثى زى ماكنت بتمنى. وبرغم الإحباط اللى كان جوايا واليأس والاحساس بانى رجعت لنقطة الصفر تانى بعد كل المجهود اللى بذلته وان لتانى مرة حلم جديد بينتهى بلا شىء.
لكن قررت إنى مش هستسلم للواقع وإنى هسعى وأطرق أبواب جديدة لعل باب منهم يفتح وكانت الفرصة إللى امامى فى هذه الفترة إنى اكمل دراسات عليا وأعمل الماجستير، قولت يمكن اقدر بعد الماجستير احصل على الفرصة المناسبة ليا، وبعد الماجستير بفترة بسيطة سمعت عن منح دراسية مقدمة من المركز الدولى للدراسات الزراعية فى أربع دولية أروبية ومنهم أسبانيا، ورغم أن خبرتى قليلة جدا ومكنتش عارفة ازاى ممكن اقدم على المنحة دى، لكنى سألت كتير والحمد لله جهزت كل الأوراق المطلوبة واتقدمت والحمد لله ربنا وفقنى واتقبلت فيها وكانت البداية لكل إللى وصلتله بعد كده.
ولما سافرت ولقيت نفسى وسط ناس متميزة كتير، أعتبرت أن الفرصة دى عوض من ربنا ليا وقررت إستغلالها على أكفأ مايكون، وبرغم كل التحديات إللى واجهتنى كفتاة من الأقاليم وأول مرة تسافر للخارج بمفردها، إلا قررت إنى مفكرش فى التحديات وأحاول اتعايش مع كل الصعوبات دى وركزت فى هدفى ودراستى، وبدأت بالتزامن مع دراسة الماجستير إنى أبحث عن فرصة للدكتوراة. وبالفعل بحثت عن فرص للدكتوراة كتير لحد ماربنا وفقنى وحصلت على فرصة من المجلس الأعلى للبحوث العلمية فى أسبانيا وده أكبر مؤسسة بحثية فى أسبانيا وثالت أكبر مؤسسة على مستوى أروبا. وبمجرد إنى أنهيت الماجستير، بدأت الدكتوراة وتوالت السنين مابين تحديات الغربة والوحدة والمجتمع والثقافة المختلفة والدراسة والمذاكرة والابحاث، ومع كل المصاعب دى كان هدفى دايما أمامى إنى أحصل على الدكتوراة وأرجع مصر واشتغل فى الجامعة. والحمد لله بعد مرور 4 سنوات حصلت على درجة الدكتوراة بإمتياز مع مرتبة الشرف. كنت حاسة إنى فخورة بنفسى جدا إنى قدرت أتخطى مصاعب كتير وأخد الدكتوراة من أروبا إللى كان مجرد حلم مستحيل أصدق إنى ممكن أحققه ولكن من دام الطرق فتحت له الأبواب ولله الحمد.
ورجعت مصر وكلى أمال وطموح إنى اشتغل فى الجامعة زى ما كنت بتمنى لكنى لم أوفق للفرصة دى وكانت الخيارات المتاحة أمامى من وجهة نظرى مش المناسبة ليا ومش إللى انا عايزاها. ورغم أن رجع جوايا الإحساس باليأس من جديد، لكن سريعا تغلبت عليه وقررت إنى أبحث عن فرصة لعمل أبحاث فى اى مكان بحيث إنى أفضل فى نفس المسار الاكاديمى إلى أن تاتى الفرصة إللى بتمناها. وعليه بدأت أدور من جديد على فرص تمكنى من إنى أعمل أبحاث مابعد الدكتوراة والحمد لله وقتها ربنا أكرمنى بمنحة من الجمعية الامريكية للنساء الجامعيات ولأنها منحة تنافسية جدا لما ربنا أكرمنى بيها حسيت أنه عوض إنى ماأستسلمتش وميئستش ووفقت مكانى، ولكن كملت وحاولت.
وسافرت على جامعة تكساس الميكانيكية والزراعية فى أمريكا وبدأت شغل فى أبحاث مابعد الدكتوراة والحمد لله كانت النتائج كويسة ومشرفى على هذه الأبحاث كان مبسوط من الشغل والنتائج وعليه ولأن المنحة كانت مدتها سنة واحدة بس، فهو قرر أنه يعطينى فرصة ويعملى تمويل لمدة سنتين كمان، عشان أقدر أكمل شغل معاه فى المشاريع اللى بيرأسها، وبالفعل كملت واستفدت جدا واتعملت حاجات جديدة كتير، لأن منها مشروع بحثى كان بيعتمد على إستخدام الطائرات عن بعد فى إدارة المحاصيل والأراضى الزراعية ، فكان بالنسبة لى اول مرة أسمع عن التكنولوجيا دى فاستفدت كتير جدا من استخدامها.
وبعدها والحمد لله أتيحت لى الفرصة إللى كنت بتمناها إنى اشتغل محاضر فى جامعة، فوافقت على هذه الفرصة وانضميت كمحاضر لكلية زلاية تكساس التقنية، ولأنى إستفدت كتير جدا من شغلى فى أبحاث الدكتوراة ومابعدها فاقترحت وقتها على الجامعة أننا نضمن كورسات جديدة تركز أكتر على إستخدام التكنولوجيا الحديثة فى المجال ده وإزاى الطلاب يقدروا يستفيدوا بيه وحكيت عن خبرتى فى إستخدام تكنولوجيا الطائرات عن بعد وطرق تحليل الصور الجوية المأخوذة بها، وكانت بداية موفقة جدا لأنهم وافقوا على تضمين الكورسات دى وبدأت أدرس وأتعمق فى إستخدامها، لكن كانت أمامى عقبة جديدة أنى عشان اقدر إستخدام هذه الطائرات على نطاق أوسع كان لازم يبقى معايا رخصة طيران الطائرات دى ودى عشان أخدها لازم بدرس مجموعات كورسات وضعتها إدارة الطيران الفيدرالى فى أمريكا وبعدها بعمل إمتحان ولازم أنجح بدرجة معينة عشان أخد الرخصة. ورغم أنه تحدى أخر، لكن قررت أذاكر وأخد الرخصة عشان اقدر اتوسع أكتر فى الجزئية دى. والحمد لله ربنا وفقنى واخدت الرخصة وبقيت طيارعن معتمد. وبعدها ظهر أمامى العيدد من الفرص فى المجال ده. فاعتبرتها فرصة جديدة انى هتعلم اكتر عن التقنية دى وأزود خبرتى، فوافقت على أنسب فرصة فيهم اللى هى كانت إنى أشتغل محاضر ومدرب على أستخدام الطائرات عن بعد فى مجالات متعددة وشغلى ده ساعدنى أوسع دائرة علاقاتى بشكل كبير وأتعامل مع شركات ومتخصصين فى شتى المجالات وشغوفين بتضمين هذه التكنولوجيا فى شغلهم.
ولأنى كان عندى خبرة تدريس وتدريب كبير فمكان عملى اقترح عليا إنى أبقى المدرب المعتمد لهم عشان أقدر إنى أضع برامج تدريبية تقنية تتناسب مع البرامج المطلوبة منهم، فبالفعل أصبحت مدرب معتمد لدى المجلس الوطنى للتعليم والبحوث الإنشائية فى أمريكا وكنت أنا المسئولة عن وضع البرامج التدريبية وكمان تدريب المحاضرين المبتدئين على وضع البرامج دى وتدريسها بإستراتيجيات تناسب المتدربين. ومكانتش دى أخر محطة، بالعكس كل إللى اتعلمته والخبرات إللى إستفدت بيها أهلتنى رغم صغر سنى إنى أتقبل فى وظيفة أكبر، وهى إنى أكون أستاذ مساعد ومدير برنامج تكنولوجيا البستنة فى جامعة كينت إستيت بالولايات المتحدة الأمريكية، والحمد لله الحلم إللى كنت بتمناه من بداية دخولى الجامعة.
رحلة طويلة بدايتها كان إحباط ويأس وطريق غير محدد المعالم، ولكن كمان كان فيه حلم كبير. صحيح أن مكانش فيه أى إشارات تقول أن الحلم ده ممكن يبقى حقيقة، لكن الإيمان بالله والثقة بالنفس ومعرفة أن إحنا كبشر ليس علينا إلا السعى، بيزرع جوانا أمل مع كل تحدى وبيخلينا نكمل مسيرتنا وكلنا أمل أن عوض وتوفيق ربنا آت لا محالة. ولأن ربنا كريم فدايما توفيقه أكبر وعطاياه أكتر. فالحمد لله وصلت لأكتر بكتير مما كنت أتمنى، وصحف كتير كتبت عنى وتمت إستضافتى فى برامج تليفزيونية عدة للحديث عن تجربتى كنموذج ملهم والحمد لله دائما وأبدا..
ولسه الأحلام ماإنتهتش ومش دى النهاية. عندى أحلام أكتر وأكبر وبسعى بإيمان ويقين أن ربنا سبحانه وتعالى هيوفقنى وهيخلينى أوصل لكل أحلامى، ودايما أمامى رحلتى وكل محطات اليأس والتعب والأحباط اللى مريت بيها وكمان لحظات النجاح والفرحة والعوض من ربنا، كل ده دايما دافع إنى أكمل وماأستلمش للظروف والتحديات أيا كانت. أتمنى أن القصة دى توصل لكل فتاة وتعرف أن مفيش حاجة اسمها مستحيل ويأس، وان التعثر مرة مش معناه اننا فشلنا، بالعكس ده بيبقى فرصة إننا نبدأ من جديد بنظرة مختلفة للأمور. فالفشل مرة مش معناه ان النجاح مش من نصيبى، لأ كملى وإسعى بكل ما أؤتيتى، وتأكدى أن ربنا هيفتحلك أبواب كل الفرص المناسبة ليكى.
مصادر
فيديو مصر تستطيع هنا:

مقال مجلة الشباب للصحفي هشام المياني هنا:
https://www.facebook.com/hellmayany/posts/118717860688390
حوار مع صباح الخير يا مصر

لقاء برنامج مصر المستقبل

لقاء برنامج صباحك مصرى

مبادرة احكى
https://www.facebook.com/E7kkyEg/photos/a.1299540123406030/5763184680374863/
مجلة سيدات مصر
https://www.facebook.com/thewomenofegypt/photos/4929386967155711/
https://www.facebook.com/thewomenofegypt/photos/4929393787155029
Kent State University, USA.
https://www.kent.edu/columbiana/news/dr-sheren-farag-laying-groundwork-grow-program-green-industry-leaders

TSTC-USA
https://www.tstc.edu/news/tstc-agricultural-program-introduces-drone-technology/

شاركي من هنا

مقالات ذات صلة

دمياط رايح جاى

القصة بدأت لما عرفت أنا واسرتى الصغيرة اللى هى أمى وأخواتى الاربعة وأبويا أن والدتى مصابة بالسرطان فى الثدى وكان يوم عيد ميلادها وانا متزوجة…