ما بستسلمش و بعافر

قصتي تنفع فيلم سينيما لان تفاصيلها كتير ..
كنت في ثانوي عام اخترت بنفسي وطلبت من بابا الله يرحمه يحول لي من ثانوي عام لثانوي تجاري من كتر ما بحب التجارة والادارة واتصدمت من نظرة المجتمع لشهادة الدبلوم الفني لان للاسف كان دايما في الافلام ” يقولو ان بناتها مش محترمات و مش مثقفات وبيقولو ” الدبلون” و بيطلعوهن جاهلات. ودي كانت اول صدمة حقيقية ليا وده كان اوائل التسعينات

وجينا لتنسيق الجامعة كلية التجارة اخدت ثانوي عام من 50% واحنا الدبلومات “لو كان باقي اماكن في الكلية “هياخدو من 75% مع اننا احق لاننا دارسين 3 سنين وفاهمين عنهم المواد كلها وداخلينها عن حب هم دخلوها بالمجموع. وطبعا صدمة تانية ليا..
دخلت معهد ادارة وسكرتارية وللاسف مكانه كان سئ جدا كان في منطقة اسمها “الجيارة “وكان المبنى مكتوب عليه يافطة “اصلاحية البنين”
وصدمة تالتة جديدةنظرة المجتمع للسكرتيرة فاهمين ان السكرتيرة لازم تصاحب المدير وكل دورها الرد على التليفونات ” زي ما بيظهرها الافلام”

اتجوزت وعمري 19 سنة ونص كنت في سنة تانية في معهد ادارة وسكرتارية و خلفت بنت واتطلقت وعمري تقريبا 21 ونص سنة وكانت صدمة و عانيت كتير من قانون الاسرة بدون الدخول في تفاصيله اصل “كلنا عارفينه” و صدمة جديدة من ضمن صدماتي. لما بنتي بلغت سن المدرسة ومع كل خطوة موافقة الاب ” اللي مش موجود اصلا” ولازم اختار المدرسة بعناية عشان مش هقدر انقلها كأم كان حتى مجلس الاباء لازم حضور الاب او يكون مع الام ورقة بموافقة الاب ” المختفي” حضور الاجتماع نيابة عنه. وتفاصيل كتير في القانون و معاناة وصدمات بواجهها في سن صغير ولازم اواجهها واحلها كمان.

واجهت مجتمع مش بيعترف بالطلاق اصلا و سمعت كلام وحش من ستات ورجالة شوفت طمع في عيون الرجالة كانو متخيلين ان المطلقة زي ” مابتصورها الافلام المصرية ” للاسف منحلة وماعندهاش ايمان. بطلت اعد عدد الصدمات

ماهمنيش كلام ونظرة المجتمع وده مكنش اول تحدي ليا اني اقف على رجلي واكون قوية.

طبعا انقطعت عن المعهد فترة الجواز اما بعد الطلاق روحت المعهد اشوف ازاي اكمل دراستي طبعا رفدوني لانقطاعي بدون سبب . وكانت صدمةبردو ..
بابا الله يرحمه فكر اني اكمل تعليم مفتوح و ابدأ حياة جديدة روحت وسألت قالو لازم يعدي 5 سنين بعد ثانوي وطبعا مكنش عدى غير 3 سنين بس. خلاص اتعودت ع الصدمات.
حاولت اتعلم لغات طبعا مكلف ماديا دورت كتير على شغل الفترة دي لغاية اما يعدي سنتين كمان لكن للاسف نظرة اصحاب الشغل والزملاء للمطلقة اللي شهادتها دبلوم تجارة واراءهم شوية منهم محتقرين و انهم اهم واعلى واعلم وشوية منهم طمعان ومكنش سهل اسيب شغل وادور على غيره حفاظا على كرامتي وكرامة بنتي اكيد لكن كان مهم اشتغل واساعد ابويا في مصاريفي انا وبنتي لكن المجتمع ماسبنيش في حالي وده كان تحدي جديد لنفسي اني لازم اكون قوية وماستسلمش.

عدى 5 سنين وقدمت في كلية التجارة تعليم مفتوح ومكنش سهل لانه كان مكلف ماديا ونفسيا وانا بربي بنتي وبعتني بيها وكمان بعد ما اشتغلت وانا بدرس اشتغلت في مدرسة خاصة في العلاقات العامة والاستقبال وبردو نظرة الزملاء للمطلقة صاحبة الدبلوم مكنتش لطيفة طبعا غير ان كل معلمة متخيلة اني هخطف جوزها او اني هحسدها مثلا كانت بتتقال باللسان وبالعيون وكان بيوجعني نظرة الناس ليا لاني مش زي ماهم شايفيني خالص كان كل هدفي انجح في شغلي واستمر واستقر عشان مصاريف الجامعة و البنت ودراستها مش اكتر.. لكن كان في بردو من الناحية التانية كل اما اصحاب المدرسة يشكرو في شغلي واخلاصي يتضايقو ويخافو ليبان تقصيرهم وكانو بيوقعو بيني وبين المدير وصاحبة المدرسة. تعبت من المؤامرات وكنت بسأل نفسي انا مش بئذي حد ومش عايزة حاجة من حد انا عايزة اعيش واربي بنتي كويس وبس

حبيت دراستي الجامعية جدا اتخصصت في قسم ادارة الاعمال استهوتني اكتر من المحاسبة واخترت ادارة التمويل والاستثمار بالتحديد.
وبعد ما خلصت الجامعة و اخدت الشهادة بعد معاناة بين بنتي ومصاريفها ومشاكل قانون الاسرة اللي كل خطوة محتاجة الاب اللي مش موجود وشغلي ومؤامراته و دراستي .. فكرت اقدم في وزارة الهجرة اخد بنتي و اشتغل برة مصر في اي دولة عربية اامن مستقبلنا واخف حمل على بابا وهناك مش هتعرض للتنمر كله هناك رايح ياكل عيش لكن للاسف سفر بنتي لازم بموافقة الاب اللي مش موجود ولا نعرف له طريق من بعد ما خرجنا من مكتب المأذون ليومنا هذا..
اشتغلت مدرسة كمبيوتر في مدرسة تانية خاصة بردو.
بنتي اصبح عمرها 10 سنين وانا عندي 31 انا بصرف عليها انا وبابا.
فكرت في الجواز و ده كان تحدي جامد القانون بيقولي اما تتجوزي او تحتفظي ببنتك ” طب ياجماعة مانا بقولكو الاب مش موجود فكده مفيش مشكلة” القانون يرد عليا انه لو عايزة تتجوزي لازم امك ترفع عليكي قضية بضم حفيدتها خوفا من زوج الاب ، حتى لو الراجل كويس والبنت في الواقع هتعيش معاكي المهم الاجراءات القانونية تتم” وهنا احس بسكينة اتضربت في قلبي وسمعت كلام القانون وامي رفعت القضية. واتجوزت وخلفت .و كملت شغل في المدرسة لكن حسيت اني بتعب عالفاضي والمرتب مش بيكفي مواصلاته قررت اسيب المدرسة. و اكتفيت بمساعدة بابا في مصاريفي الشخصية. لان زوجي مدرس ومرتبه بيكفي ايجار السكن اللي بيزيد كل سنة و فواتيره فقط.
امي توفت بعد ابويا. بس لان الحياة صعبة ومحتاجة مصاريف ففكرت ازود دخلي ازاي فكرت مع اخواتي ممكن اعمل ايه انا شاطرة في الحرف اليدوية بعمل حاجات نجارة واكسسوارات و دهانات بس المهم اختار ايه كمهنة اشتغلها وازود دخلي فكرنا في صناعة الجلد الطبيعي الهاندميد وقدمت في كورس لكن ما افادنيش اوي اشتركت في غيره وغيره وطبعا كل ده مجهود بدني ومادي ” انا اللي بصرف عليه مش زوجي ” اعتمدت على نفسي وعلمت نفسي ونزلت ادور والف على المحلات واشتري الخامات والاكسسوارات وكل ما يخص الجلد واشيله بنفسي مهما كان تقيل واركب مواصلات وعلمت نفسي صناعة الباترون وده كان صعب جدا بالنسبة لي بس كنت بفتكر امي الله يرحمها كانت ازاي بتعمل بترونات ملابسها و بشتغل لوحدي خالص من غير مساعد وده طبعا مجهد ومرهق جدا ” بشتغل في غرفتي في المنزل”
جربت لغاية ما اصبح عندي فكرة وخبرة كويسة وكل شغلي عجب الناس لكن الشغل ده مكلف جدا و تسويقه مش سهل حاولت اقدم في بازارات الدولة زي ديارنا و تراثنا لكن من شروطه سجل تجاري وبطاقة ضريبية وانا بشتغل من البيت.
بسعى حاليا في قرض من مشاريع مصر او ما شبهه عشان افتح مشروعي الخاص براند يتصدر برة مصر.

انهاردة عمري 45 سنة اكبر ولادي بنتي عمرها 23 واصغرهم ولد 9 سنين ..فخورة بنفسي جدا ان مع كل وقعة ليا بقاوم واقوم مع كل الم بيكون عندي امل ولسه عندي امل اثبت نفسي واحقق حلمي وبسعى وهفضل اسعى لغاية لما يكون لي مشروعي الخاص وبراند يتصدر برة مصر كمان …

شاركي من هنا

مقالات ذات صلة