الإعلامية لينا شاكر

اتشخصت بمرض السرطان وعايزة أكون مصدر قوة والهام لجميع مرضى السرطان 

أنا لينا شاكر قصتي مع مرض السرطان بدأت من زمان بدأت مع أمي، أنا عشت مع أمي الله يرحمها تجربة السرطان بكل حذافيرها وتفاصيلها من أول يوم اتشخصت فيه بالمرض ليوم وفاتها كانوا 11 سنة ونص.

كميه الألم اللي عشته معاها في التجربة دي حقيقي مرعب، وكانت دعوتي لربنا انه يخفف عنها ويقدرني اني اسعدها.

وأكيد كنت بفكر مع نفسي ليه كل ده بيحصل وياترى إيه الحكمة؟

قبل وفاتها بيومين وإحنا في المستشفى لقيتني بكتب كلام وكأني بكتب نعيها، المهم ان في اللحظه دي شوفت حكمة ربنا بالنسبة ليا في كل اللي عدى وحمدته وشكرته لأني حسيت ان دي كانت أحلي حاجه انا عملتها في حياتي.

الحكمة كانت في الوقت وكأن ربنا إداني وقت أحبها أكتر وادلعها وأكون لها بنت كويسه وأكون جنبها في كل لحظه زي ما كانت طول عمرها شيلانا علشان هي حقيقي كانت ملاك وأحن وأطيب ست في الدنيا.

أنا فاكرة الدكتور اللي عملها الكشف أول مرة زعقلي وقالي دي بتموت انتوا جهله! بس هي ما ماتتش وقتها وعاشت الحمدلله والدكاترة بعد كده قالولي دي عملت (Record) وانها كانت بالكتير هتعيش خمس سنين وده ما حصلش واتوفت بعدها ب11 سنة ونص.

ربنا قادر على كل شيء مهما كان عندنا علم هو له وقت وقدرة اكيد مش عندنا احنا كبشر.

بعدها كل حاجة اتغيرت وبقيت بقول كتير “أنا مش ماسكة في الدنيا ومستعدة امشي في أي لحظه لأني مابقتش فرحانة بحاجة خلاص”

وفجأة ومن غير أي مقدمات مرض السرطان يظهر تاني في حياتي ويجي المرة دي لصديقي المقرب.

وبالرغم من ان واحدة زيي عندها الخبرة الطويلة دي في المرض لكن حقيقي اتصدمت لما عرفت.

بس زي ما واجهت كل لحظه مع أمي بقوة، هو كمان واجه فترة العملية والكيماوي بقوة وربنا يديم عليه الشفاء والصحة.

لكن اتفقت معاه وهو في جلسة الكيماوي يوصفلي الاحساس بالظبط عشان كنت عايزة أعرف ماما الله يرحمها كانت بتحس بإيه.

وده بسبب موقف عمري مابنساه حصل في واحدة من جلسات الكيمو بتاعت ماما، كان في واحدة ست في جلسة كيمو برضه جنبنا بس كانت بتتألم وبتشتكي لربنا بصوت عالي.

الست دي وجعتلي قلبي وبقيت أبص لماما وحسيت قد ايه أمي ست قوية وحمولة الله يرحمها.

على الصعيد الأخر ويمكن دي سخرية القدر أنا كان بقالي سنة (Heat Free) وبحاول اخلي شعري كيرلي طبعا هي معاناة بجد بس عشان اصمد اشتريت (باروكة) علشان البسها في الشغل لحد ما شعري يظبط ويتحسن.

وجيت في وقت بصيت للباروكة كدة وقلت “تفتكري هــتحتاجيها في يوم لو اخدتي كيمو”؟

وده ماكنش يقين بس هي فكرة خطرت على بالي فجأة.

أول ما السنة خلصت وشعري ابتدى يتحسن ويبقي كيرلي، حصلت المفاجأة اني بالصدفة احس ان في حتة (بلية)كدة في جسمي وفورا روحت أشوف ايه دي ومن هنا ابتديت الرحلة، رحلتي مع مرض السرطان.

عملت الفحوصات والتحاليل واتشخصت وعملت العملية واخدت الكيماوي وبعدها الإشعاعي.

في الحقيقه أنا ماخدتش الخبر ده زي بقيه الناس، أنا صحيح جالي لحظة الانهيار اللي كانت تحديدا وأنا بعمل (المموجرام) وماكنتش لسه اتشخصت، بس أنا انهارت لأني كنت بدعي ربنا انه ياخذني وأنا على رجلي وفي صحتي وكنت متصوره انه هـيكتبهالي.

لكن في اللحظه دي زعلت لأني ابتديت أحس أنا داخلة علي ايه وفكرني بكل اللي عيشته مع ماما والحقيقه اني مش عايزة اعيشه تاني مع أي حد عزيز أو غالي عليا وكنت فاكرة اني خلاص اخدت نصيبي من المرض في كل اللي عيشته وشفته مع امي بس اتضح انه كاتبلي غير كدة خالص وأسرع من ما كنت اتخيل.

أنا كنت بقول أكيد هيجيلي سرطان زي ماما بس ما تخيلتش انه يكون بدري كدة وأنا عندي 43 سنة وأديني عرفت بنفسي الاحساس ودوقت جلسات الكيماوي والاشعاعي كمان.

أنا بكتب كل الكلام ده عشان أوصل الاحساس اللي عندي دلوقتي وهو ان أنا مش زعلانة ومش خايفة، أنا بس طالبة منه اللطف واني أكون قدها ان شاء الله وأكون زي امي القوية اللي كانت بتستحمل وراضية وبتحمد ربنا طول الوقت.

شعري وقع واملي المرة دي يطلع حلو بقى ده أنا صبرت عليه سنة ويادوب أول اما اتحسن اخدت الكيمو ووقع.

اللي عايزة أقوله إن كله هيعدي ان شاء الله والمهم ان أي حد عنده المعركة والحرب دي يحاول يرفع من روحه المعنوية وربنا هيقويه ويقدره.

يحاول يعدي أي حاجة أو أي حد يزعله علشان اللي مزعلك مش هييجي يشيل عنك وجعك وألمك وبهدلة مرضك ولأن كمان مفيش حاجة في الدنيا مستاهلة.

حاولوا تكونوا جنب اللي بيحبوكم بجد وبيسعدوكم.

أنا في الأول حبيت ان الموضوع ما يتعرفش وما قولتش لناس كتير من صحابي واهلي علشان ماكنتش عايزة حد يزعل أو يقلق أو حتى يشيل هم الخبر ده أو يبصلي بنظرة حزن أو شفقة. لكن بعد ال 8 شهور اللي فاتو خلاص أقدر أقول إني دلوقتي جاهزة أقول للدنيا كلها، مش عشان مستنية حاجة.

بس علشان حاجة واحدة وهي اني اكون مصدر قوة وإلهام واني أؤكد لكل الناس ان دي مش نهاية الدنيا وان عادي ده مرض زي أي مرض ممكن يصيبنا وفي ناس اتولدت بأمراض ومشاكل صحية وربنا قدرها انها تكون قوية وتبهرنا بإرادتها واصرارها.

وزي لما قالولي علي ماما دي بتموت. وده ما حصلش وربنا الحمدلله مد في عمرها.

مافيش حد فينا عارف ربنا كاتب له ايه ولا هيعيش قد ايه عشان كدة أنا بأكد لكم ان دي مش نهاية الدنيا وان طالما لسة فينا نفس يبقى لازم نكون أقوياء ونحارب عشان اللي بنحبهم أو حتى علشان وقتنا لسه ما جاش.

أنا كان بقالي سنين كتير أوي ما عملتش (فوتو سيشن) جلسة تصوير وقررت ان ده الشكل اللي هعمل بيه الفوتو سيشن دي.

اني أكون من غير شعر عشان ده حالي دلوقتي واقول لكل واحد أو واحدة بيمروا بالتجربة دي انتم مش لوحدكم ملايين بيتعرضوا لها يوميا وبجد دي مش اخر الدنيا.

صحيح أنا ما قدرتش أنزل أمشي في الشارع كدة بس أنا قادرة اتصور كدة واحطها عندي على الفيسبوك من غير ما أكون مكسوفة أو متضايقة.

وقادرة احطها علي كل ال(Groups) اللي أنا فيها عشان نشجع بعض اننا ما نزعلش ولا نتكسف.

وان هيجي اليوم اللي نقدر نمشي في الشارع كدة وما نشيلش هم الباروكة ونكون أقوياء وراضيين.

محدش عارف ربنا شايله ايه دي فرصة ترتبوا أوراقكم وتعرفوا انتم عايزين ايه حقيقي وتحققوه وتعرفوا ايه اللي فعلا مستاهل ومين اللي عايزينه في حياتكم ومين اللي خلاص مش مهم يكمل معاكم. 

افتكروا دايما إن دي مجرد فترة وهتعدي بكل حبايبكم واهلكم وقوتك وإيمانكم واصراركم.

وهنا لازم أشكر كل اللي ساندوني من اهلي وأصحابي وزملائي اللي ادوني سبب اني اكون قوية بحبهم وجدعنتهم ووفاءهم ومش هعرف أكتب أساميكم لأنكم كتير بس حقيقي ادتوني سبب اني اكون قوية بلمتكم حواليا ربنا ما يوريني فيكم اي حاجة وحشة ويقدرني اني اكون ليكم زي ما كنتم ليا.

حقيقي انتم مهونين عليا كتير، ربنا يخليكم ليا ويسعدكم ويبارك لكم.

أنا عارفة انها صفحة وهقلبها واكون مستعدة لقضاءك يا رب وراضية الحمد لله.

في النهاية ربنا يقوي ويشفي كل مريض يارب ويهونها عليه وعلي كل حبايبه.

‎ أنا بكتب الكلام ده وأنا خلصت خلاص والحمد لله عدت واللي جاي أحسن ان شاء الله (Be strong this too shall pass)

اما بقى حكمته فأنا لسه ما عرفتهاش بس أكيد هعرفها وأكيد حياتي هتتغير وان شاء الله للأحسن.

أمانه لكل اللي عندي علي الفيسبوك ويعرف جدتي من فضلكم ماحدش يقولها لأني ماقولتلهاش انا عايزاها دائما تكون مطمئنة علينا كلنا وربنا يديم عليها الصحة.

الفوتو سيشن دي ما كنتش هقدر اعملها غير بحبايبي اللي ما اتأخروش عني وأنا اكيد بشكركم من كل قلبي انكم ساعدتوني في اللي انا عايزة اعمله.

ستايلست: ندى زنانيري.

ميكاب: ليلى فوزي.

تصوير: طارق عبدالله.

بشكركم علي جدعنتكم.

 
شاركي من هنا