أول بنت في مصر تكتب كتب رياضية

مساء الخير
اسمي بسمة صبحي شكري – تخرجت من كلية الحقوق وأعمل صحفية وصدر لي 6 كتب حتى الأن.

كنت خجولة للغاية في طفولتي لا أُحب اللعب برفقة الأطفال الأخرين في الشارع وكنت أكتفي باللعب في بيتنا بهدوء ببعض العرائس وقراءة الكتب التي أعتبرتهم أصدقائي الحقيقيين الأوفياء.

وكان البعض يقولون أنني مُعقدة أو مُدللة أكثر من اللازم.. كنت أُفكر فيما يقولون دون أن أعرف مدى صحة أقوالهم من عدمها ومع نهاية المرحلة الإبتدائية بدأت أشعر بالكثير من الملل فحياتي حزينة وروتينية بشكل كبير فقط بعض اللحظات السعيدة التي تمنحها لي الكتب وبعض الألعاب التي أحبها ولكن لا جديد في الحياة ولا هدفًا منها.

وفي أحد الأيام وقعت في حب النادي الأهلي وسحرتني كرة القدم لتخطفني من كل هذه المشاعر الحزينة حيث أصبح لدي ما يشغلني ويسعدني في نفس الوقت ومنذ تلك اللحظة أضحى لدي هدفًا واضحًا للغاية وهو أن أعمل في مجال له علاقة باللعبة الشعبية الأولى في العالم ولكن كيف؟.. لا أعلم.

ومرت الأيام وأصبحت كرة القدم والرياضة بشكل عام بجانب القراءة الدائمة هي الأشياء التي تجعل لحياتي قيمة وتمنحني أمل في مستقبل أفضل لي وأستمرت الأمور هكذا حتى بدأت العمل كصحفية في القسم الرياضي بمجلة كلمتنا وكان ذلك في عام 2010 أثناء دراستي في كلية الحقوق ومن هنا أصبح الحلم حقيقة فقد وجدت المجال الذي بحثت عنه كثيرًا لكي أكون مُرتبطة بالرياضة وبكرة القدم في عملي وليس في حياتي الشخصية فقط.

ولكن في المجتمعات الشرقية الأمور لا تسير بهذه السهولة فقد بدأ البعض يسخر مني ويتنمر علي بأقوال مثل: أنتي مسترجلة- أنتي كان لازم تطلعي ولد مش بنت- فيه بنت بتحب الكرة بالشكل ده- دوري على حاجة مفيدة تعمليها بدل الكرة- أنتي مكانك المطبخ- يا بنتي أكتبي عن الموضة والمكياج زي البنات مش تكتبي عن الكرة وغيرها من الجُمل.

كنت في بداية الأمر أحزن كثيرًا بسبب تلك الجُمل ولكني كنت مُتمسكة بحلمي الذي يكبر أمامي يومًا بعد يوم حتى أتت في ذهني فكرة غريبة بعض الشئ حيث سألت نفسي لماذا لا أجمع بين حبي للكتابة والرياضة والقراءة وأبدأ في كتابة كتاب رياضي؟.

ورغم أنها فكرة مجنونة إلا أنها أستحوذت على كل تفكيري فأتخذت قرار بتنفيذها حيث قمت بكتابة كتاب رياضي بعنوان “محطات رياضية” صدر عام 2014 وكان من تقديم الناقد الرياضي الكبير ورئيس قناة النادي الأهلي الأسبق الراحل دكتور خالد توحيد الذي كتب في مقدمة الكتاب أنني أول بنت في مصر تكتب كتاب رياضي.

كانت هذه مفاجأة غير عادية بالنسبة لي فقد شعرت حينها أنني أصبح لدي جناحين أستطيع الطيران بهما إلى أي مكان وأستطيع بهما الوصول إلى أحلامي التي كنت أظن أنها بعيدة للغاية ولكن في تلك اللحظة أصبحت قريبة بشدة.

وأستمر الهجوم علي بقسوة خاصة بعد أن أنشأت صفحة رياضية على موقع فيس بوك وأطلقت عليها اسم “محطات رياضية” أيضًا وبدأت أكتب فيها بشكل يومي أحدث الأخبار في عالم الرياضة وأحكي قصص من تاريخ هذا العالم الساحر بجانب أهتمامي بالنساء في جميع الرياضات وسرد قصص نجاحهن العظيمة وتشجيع المواهب الصغيرة التي لا تجد مكانًا ينشر أخبارًا عنها.

بالإضافة لأهتمام الصفحة بنجوم ونجمات الرياضة المحلية والعالمية من ذوي الهمم العالية حيث أكتب قصص حياتهم وأنا أشعر بفخر كبير لما يفعلونه من معجزات حقيقية قد لا يُصدقها الكثيرين إذا تم تناولها في أحد الأفلام.

تخطى عدد متابعي الصفحة حتى كتابة هذه السطور 127 ألف متابع دون اللجوء لأي إعلانات دعائية وأصبح لدي قناة على اليوتيوب بنفس الاسم “محطات رياضية” أعرض فيها أحدث وأهم الفيديوهات الرياضية وأعرض فيها أيضًا برنامج بعنوان “كوكتيل نجوم” حيث صورت حلقاته برفقة شقيقي الأكبر تامر مع بعض نجوم الرياضة المصرية وذلك بأمكانيات بسيطة جدًا.

وصدر لي 4 كتب رياضية أخرى بخلاف “محطات رياضية” هم: “ريمونتادا”- “حكايات أهلاوية”- “سر الأهلي”- “وجبات أهلاوية خفيفة” هذا بجانب كتاب أثري يتحدث عن الكنيسة المُعلقة ومجمع الأديان وعنوانه “المُعلقة.. الكنيسة الطائرة”.

يمكنني القول أن كرة القدم صنعت مني واحدة جديدة بالفعل فقد أصبحت أعمل في المجال الذي أُحبه ولا أشعر بالملل نهائيًا حتى إذا عملت طوال اليوم وبفضل كرة القدم حصلت على الكثير من الأموال مُقابل ما أكتبه كما حصلت على بعض الشهرة وعدد رائع من المعجبين بما أكتبه.. فـ كرة القدم التي يراها البعض غير مفيدة خاصة للفتيات منحتني حياة جميلة ومميزة.

فلم يمنعني تواجدي الدائم بالمنزل لظروفًا خاصة من تحقيق جزء كبير من أحلامي حيث أرى أن كل من يملك كتاب وورقة وقلم وأنترنت ولاب توب وهاتف محمول يمكنه تحريك الكون بأكمله من أي مكان يتواجد به.

أحلم بأن تحصل كل فتاة على ما ترغب في الوصول إليه دون أن تتعرض للسخرية والتنمر ولكن إذا حدث ذلك فلا داعي لأن تتخلي عن أحلامها أو حتى تقوم بالرد عليهم بل تنفذ ما قاله المطرب الأمريكي الشهير فرانك سيناترا: “أفضل انتقام هو أن تنجح بشدة”.

وأحلم أيضًا بإصدار المزيد من الكتب الرياضية من أجل نشر فكرة الثقافة الرياضية بشكل أكبر في مصر واتمنى أن يكون برنامج “كوكتيل نجوم” أحد البرامج المحبوبة على موقع يوتيوب ومواقع التواصل الإجتماعي المختلفة وأن يكون محتوى صفحتي وقناتي مُفيد وممتع في وقتًا واحد.

وأحلم في يوم من الأيام أن تكون القراءة هي الهواية الأولى للشباب والفتيات والأطفال في مصر فهي السبب الأول والأهم في نجاح أي إنسان في أي مجال.

شاركي من هنا

مقالات ذات صلة