أنا بنت أبو البنات

أنا كنت من أسرة بسيطه لأب شغال في ورشة وأم تعمل بأي شئ لتأمين خمس بنات كان الأب لقبه أبو البنات ويعيني علي أبو البنات والتوبيخ والتنمر من العيله كلها علي انه مخلفش ولد يشيل إسمه .
كان مخلي كل المسؤلية في تربيتنا لأمي وما أدراك أمي شقيانه ليل نهار شيله هم الصغيره قبل الكبيره عايزه تأمن الخمس بنات العمر كله علشان مفيش حد بيسأل علينا ولا يشيل همنا …
مع إن في عم بس احنا مش موجودين في الأساس
أصرت اني ادخل مجال التمريض علشان يكون في وظيفة تساعدني علي الحياه في حال إن الدنيا تميل وتضيق عليه مع إني كنت رافضة وعايزه مجال تاني يكون أحسن وأقيم لأن إحنا في بلد مش بتدي التمريض حقه ودائما الإعلام بيظهر التمريض بصورة غير لائقة وعند ذهابي لأبي لاستنجد به لدخول مجال أخر قالي أنا مليش دعوة دي مسؤلية أمك ومع كثرة بكائي همست لي أمي انا شايفه مصلحتك وأمامك الطريق والمجال واسع لو إنتي شاطره هتسبتي نفسك ولو ربنا ما أرادش هتكون معاكي وظيفة تساعدي نفسك بيها .
توكلت على الله مع اني كنت جبانه جدا وبخاف حتي من حد يكون بياخد حقنه قدامي .
أخدت درجة بكالوريوس في التمريض جامعة عين شمس سنه ٢٠٠٤
واشتغلت وحبيت المهنه قوي حسيت اني بعمل حاجة مفيده باخد عليها أجرين
الأول من الله عز وجل علي خدمة المرضي والثاني الأجر المادي والحمد لله على هذه النعم .
تزوجت وأنجبت ولد وبنت وحصلي مشاكل في حياتي الزوجية وحصل ظروف لزوجي وقعد في البيت لا شغله و لا مشغله.
أه زي ما بقولكو كده كلام الست الجاهله اللي لا بتعرف تقرا ولا تكتب طلع صح والدنيا مالت بيه وبقيت الاب والام ومع ذلك قولت مفيش حاجه هتوقفني
قولت لنفسي مش كفايه كده انا عندي أكتر من كده
حضرت الماجستير والدكتوراه في التمريض قسم النساء والتوليد من جامعة عين شمس
لسببين…. الأول علشان أشرف ولادي ويكونوا فخورين بيه ما هو مش هيكون الاب والام كمان نيله … والسبب التاني عايزه أمي البسيطه الجميله الشقيانه تفرح وتحس انها عملت حاجه وعرفت تربي
وقد كان والحمد لله على كل حال.
حسيت ساعتها أني مضيعتش تعب أمي علي الفاضي وإن الام حتي وان كانت جاهله تقدر تربي وتطلع حاجة مشرفه
وصلت اني اكون دكتوره وبدرس في الجامعة يا أمي وبقي اسمي الدكتوره آمال وكله بفضل الله أولا ثم إنتي يا ست الكل .

شاركي من هنا

مقالات ذات صلة

بنت أصول

كان يا ما كان في سالف العصر والأوان، كان في بنوتة اتولدت في قرية بعيدة من قرى صعيد مصر الساعة تلاتة العصر، البنوتة دي كانت…