دمياط رايح جاى

القصة بدأت لما عرفت أنا واسرتى الصغيرة اللى هى أمى وأخواتى الاربعة وأبويا أن والدتى مصابة بالسرطان فى الثدى وكان يوم عيد ميلادها وانا متزوجة واصلة على ليسانس أداب فلسفة والغريبة أن الوقت دة بالتحديد كنت فى خلافات مستمرة مع زوجى وأهله اللى هما أصلا أهلى لان زوجى كام ابن خالتى .
المهم مرض أمى طلع فى التحاليل من النوع اللى قابل للانتشار وعلاجه غالى جدا لا الحقن اللى بتصرفها الدولة للحالة دى بيصرفوها لسه اصغر من والدتى .
بدأت أمى العلاج الكيماوى ومشينافى القرار عشان العلاج الموجة وأحنا كنا من محافظة الشرقية القرار اترفض من المجالس الطبية عملت شكاوى كتير وفى الأخر قالولى سافروا محافظة فيها حملة عاملها الريس السيسى عشان العلاج يتصرف فيها .
طبعا بالنسبة لينا الصعيد بعيد جدا المهم قدمت الورق فى معهد الاورام بدمياط والحالة اتقبلت كنا بنسافر مل واحد وعشرين يوم عشان الكيماوى وبعد الكيماوى التاكسول كل اسبوع أمى طبعا أطرت تسكن هناك لان هيبقى تعب عليها هى ووالدى السفر كل اسبوع .
كنت طبعا بسيب اولادى الثلاثة فى البيت مع بباهم اللى مكانش مستقر فى شغل وقتها ودى كانت اغلب مشكلتنا أنه رافض يسيب الشغل مع اخواته وشراكتهم معاه واللى مكانش بيكفينا ويوم فى وعشرة مفيش .المهم كنت بسافر كل اسبوع لامى عشان اروح معاها المستشفى واسيب ابنى مع أختى اللى كانت متجوزة وعندها ولد فى نفس عمر ابنى الصغير وكانت مقيمة مع ماما وبابا بترعاهم وتراعى ابنى وابنها .
كنت بقضى يوم رايح سفر ويوم فى المستشفى ويوم راجع سفر اكمل باقى الاسبوع مع ولادى وارجع تانى اكرر نفس المشوار كل اسبوع الصراحة كنت بهرب من حياتى اللى فشلت مع زوج مكانش قد المسؤلية .
جه معاد العملية بتاعة أمى عشان تسطئصل الثدى الايسر طبعا سبت ولادىوبيتى وروحت عشان أقضى فترة العملية وبعدها مع ماما كانت العملية أول يوم فى رمضان الماضى صراحة وأتفاجئت أن محدش وقف معانا خالص من أهل زوجى اللى هما أهل أمى ولا حتى أقرب الناس لينا غير بالتلفون حسيت وقتها انى مليش ضهر ولا ليا حد وأن اللى كانوا حوالينا قبل كدة كانوا بتصنعوا الود واخواتى التلاتة الباقين كانوا مسافرين برا وبرضو كانوا بيطمنوا من التليفون .
قضيت مع أمى ليلة كاملة فى المستشفى بان الزيارة كانت ممنوعة .طول الليل كنت نايمة تحت رجليها وأول مرة احس ان انا اللى محتواها هى اللى محتجالى .
قامت بالسلامة وانا كمان فقت من كل حياتى اللى كنت عيشاها قررت أغير حياتى كنت فاكرة ان طموحة سيتحقق لما جوزى يكبر ويبقى حاجة وكنت فرحانة انى وراه وبدعمه لكن أكتشفت أنه عشان هو ينجح لازم يكون عايز ينجح وأن دعمى وتشجيعى محاولاته أنه يتغير ليس لها جدوى زى القرار اللى بيخده المدمن أنه يبطل لو مكانش مقتنع أنه يبطل عمره ماهيبطل لو كل الناس حاولوا واقنعوه أنه يبطل .
واكتشفت أن كل الوقت اللى ضاع من عمرى احاول معاه وبدعمه لو كنت استغليته أن انا اللى انجح كنت حققت ذاتى ونجحت .
بس لحق نفسى سبت ولادى معاه على اساس خلاص هننفصل واشتغلت وعملت الحاجة اللى طول عمرى كنت بحلم بيها انى اكتب كتبت قصص وقدمت فى مسابقات وصراحة ناس كتير عجبهم وناس عرضوا عليا النشر مناصفة بس مكنتش دور نشر مشهورة فضلت انشر مع كتبنا وبالفعل نشرت اول مجموعة قصصية ليا مع كتبنا ومبسوطة فى شغلى وجوزى نقل شغله فى دمياط وأجرت شقة وعيالى رجعوا لحضنى تانى ولغاية وقتنا هذا جوزى بيحاول يرضيني ويعوضنى عن اللى فات .
وأمى خلصت العلاج وخفت الحمد لله ورمضان جاى علينا السنة دى بعد مرور عام مليئ بالأحداث الحلوة والمرة عديت المحنة وبقت منحة من ربنا أن حياتى كلها أتغير ت بعد مرض أمى كل اللى نفسى فيه انى اشكرها وتعرفنا أن هى السبب فى كل حاجة حلوة حصلت ليا وربنا يخلهالى واقول ان أى حاجة كبيرة بتحصل فى حياة أى انسان لازم يكون وراها حكمة وأسباب مخفية محدش بيدرك أنها نقطة تحول لحياة مكنش حد يتخيل انه ممكن يستفاد من المحنة أو الورطة أو المشكلة اللى وقع فيها بس ربنا بينزل الصبر والإيمان والحلول وكمان الرحمة من عنده .

شاركي من هنا

مقالات ذات صلة

دنيا تانية

كنت فى منتصف العقد التانى وقتها أنهيت دراستى بكلية الاداب وشرعت فى أكمال الدراسات العليا فى قسم الفلسفة جامعة الزقازيق .كان جل ماأحلم به أن…