حلمى وبحققه فى الأربعين

أسمى شيماء جاويش …
٣٩ سنة …
بدأت قصتى من وأنا طفلة بحوش مصروفى طول السنة عشان أنزل معرض الكتاب أشترى الكتب إللى بحبها وأفضل أقراها طول السنة …
كنت بحلم أكون مذيعة أو شخصية دبلوماسية يكون لها تأثير فى المجتمع وكنت الطالبة المتفوقة المثالية … المتواجدة فى كل الأنشطة المدرسية … حتى وصلت للمرحلة الثانوية وقبل الإمتحانات بحوالى شهرين مرضت وأصبت بحالة ترجيع دم وكحة مستمرة بسبب ضغطى على نفسي من المذاكرة مما أقعدنى مريضة من المدرسة أكتر من شهر ونصف وطبعا ده أثر عليا دراسيا وللأسف ماقدرتش أحقق طموحى إنى ألتحق بإعلام أو إقتصاد وعلوم سياسية ودخلت كلية التجارة … ومعها عملت بأحد الشركات المالتى ناشيونال منذ دراستى بالصف الأول الجامعى أكسبتنى الكثير من الخبرة … من خدمة العملاء لعلاقات عامة لمنسقة أعمال لمدربة لمساعد قائد فريق وأخيرا مساعد مدير فرع …
ثم تزوجت وتركت عملى بناء على رغبة زوجى وتفرغت لبيتى وأبنائى حوالى ١٢ عام أنجبت خلالها ٣ أبناء ذكور … ولم أندم أبدا كونى تركت عملى لأن دورى كأم في مراحلهم الأولى من عمرهم كان مهم جدا … عملت على تربيتهم وتنشئتهم بشكل أقرب للمثالى والحمد لله متفوقين أخلاقيا ودراسيا ورياضيا وحصلوا على العديد من بطولات الجمهورية في أكثر من لعبة فى سن صغير وأصبح أيضا أبنى الأكبر أصغر مذيع بالتليفزيون المصري …
وبفضلهم حصلت على أكثر من تكريم كأم مثالية أهمهم مسابقة miss mammy
لعام ٢٠٢١ من الأكاديمية الأمريكية للدراسات المتخصصة … مع العلم أننى كنت بمفردى معهم حوالى ٤ سنوات بسبب سفر والدهم للعمل خارج مصر …
ومع بداية هذا العام الدراسى إلتحق أصغر أبنائى بالمدرسة …
ومن هنا بدأت الوقفة مع نفسى …
حين شعرت أن عمرى قارب من الأربعين ولم أصل أو أحقق ما أريد … وأن بداخلى طاقة قوية تدفعنى لتحقيق حلمى …
قررت أبحث بداخلى لأعرف من أين أبدأ
وجدت أنى أعشق الكتابة منذ الصغر … فأنشأت صفحة خاصة بكتاباتى للخواطر والمقالات والحمد لله لاقت إستحسان الكثير وبعدها إلتحقت بأحد المجلات العربية لنشر مقالاتى وكتاباتى …
وفى إحدى المرات ارتجفت عند حالات الإنتحار التى زادت بين الشباب وفكرت ما الذى قد يدفع الإنسان للإنتحار بهذا الشكل … شباب فى ريعان شبابهم كيف وصلوا لهذا الحد من اليأس والإحباط …
فقررت يكون ليا دور فى الموضوع من خلال مقالات تشجع الناس وتمنحهم جرعات من السعادة والتفاؤل … بإنى كل يوم أختار شخصية من أصدقاء الفيس بوك أو أقارب أو معارف أستشعر أنه فى إحتياج لدعم نفسى وأوجه له رسالة حب فى بوست أفاجئه بيها … والحمد لله قدرت أسعد بيها الكثير حتى أطلقوا عليا لقب طاقة الحب والسعادة ووجدت أن مردود السعادة لى أكبر بكثير من الأشخاص ذاتهم … وأن الله سبحانه وتعالى كان يفتح لى وييسر لى أبوابا لم أكن أتوقعها ومن هنا أكتشفت نفسى فى الأعمال التطوعية والمجتمعية فأسست مبادرة الحب والسعادة من خلال برنامج إذاعى لحث الناس على السعادة والتفاؤل والحب …
كما قمت بتأسيس مبادرة أخرى وهى بهم نرتقى للإرتقاء بالأطفال في المناطق الشعبية سلوكيا وأخلاقيا تماشياً مع التطور في المناطق الشعبية والعشوائية الذى تقدمه الدولة وعليها قدمت في جامعة عين شمس وحصلت على دبلومة تعديل سلوك بتقدير إمتياز لكى أثرى معلوماتى في التعامل مع هؤلاء الأطفال وفى نفس الفترة كنت أدرس كورس البورد العربى للقيادة التطوعية كقائد تطوعى معتمد دوليا … حابة أقول إنى أول ما بدأت دراسة البورد كان زملائى معظمهم أساتذة جامعيين ومهندسين ومتخصصين في مجالات مختلفة وكنت أقول لنفسى هكون إيه فى وسطهم بس كان عندى دايما تحدى قوى والحمد لله تميزت وذكر أسمى أكثر من مرة ممن تميزوا على مستوى الوطن العربي في القائمة الماسية …
كل هذا قمت به فى خلال ٦ شهور … وبدأت أشعر فعلاً بنقلة فارقة في حياتى … وبعد إنتهاء دراستى بالبورد تم إختيارى لإعداد وتقديم برنامج حوارى خاص بى هو برنامج ( حراس الوعى ) للعمل على وعى الناس وتصحيح المفاهيم والأفكار الوهمية والمغلوطة المتوارثة والعمل على تصحيحها وتعديلها فى كل المجالات وحثهم على التأثير الإيجابى بمستقبل الأجيال العربية ويعرض على منصة تلوجيا الدولية وأقوم فيه بإستضافة دكاترة جامعيين وعلماء عرب ومتخصصين فى كل المجالات من خلال تطبيق زووم ومناقشتهم كل فى تخصصه … وتميزت فيه بشهادة أساتذتى والجميع ونجحت نجاحا كبيرا …
كما أننى تعودت يوميا حضور أحد الورش أو اللقاءات التى تضيف لى … وحصلت على العديد من الشهادات فى مختلف الموضوعات …
وتم تكريمى من دولة الإمارات العربية فى المؤتمر الدولى الثانى لصناعة السعادة فى التطوع … ومن مكة المكرمة لحضور المنتدى الإعلامى الثالث السنوى مع كبار الإعلاميين من المملكة العربية السعودية …
ملحوظة : كل الدبلومات والكورسات والشهادات إللى حصلت عليها فى تلك الفترة كانت دراسة اون لاين …
وأخر مشاركاتى الآن قدمت فى مبادرة كن سفيرا مع وزارة التخطيط بالتعاون مع المركز القومى للحوكمة والتنمية المستدامة … وفى إنتظار القبول والإنترفيو …
ومازالت الطاقة بداخلى تتفجر ولن أتوقف عند هذا الحد وسأظل أضيف لنفسى … فكل يوم هو فرصة جديدة وحياة جديدة لأكون واحدة جديدة دائما …
فدائما ما أرى نفسى على مسرح كبير ويتم تكريمى مع كبار الشخصيات …
ويقينى بأننى سأصل لتلك المرحلة بفضل الله تعالى …

شاركي من هنا

مقالات ذات صلة

دنيا تانية

كنت فى منتصف العقد التانى وقتها أنهيت دراستى بكلية الاداب وشرعت فى أكمال الدراسات العليا فى قسم الفلسفة جامعة الزقازيق .كان جل ماأحلم به أن…