العلاقات الزوجية وكيف تتخلصين من العنف فيها
العنف هو ظاهرة خطيرة تعاني منها كل المجتمعات وخاصًة في الوقت الحالي، قد يتمثل العنف في أكثر من صورة، فهناك العنف في العلاقات الزوجية، العنف الأسري، العنف مع الأطفال وغيره من الصور المتعددة.
ولكن قد يكون هناك مجموعة من الدوافع لهذا العنف حيث أن الظروف المادية قد تسبب العنف، الظروف المعنوية والعوامل الاجتماعية، كل ذلك قد يكون دافع للعنف الذي يمارسه شخص ضد شخص آخر، قد تكون زوجتك أو ابنك أو حتى أحد والديك.
تعرفي على أهمية الصحة النفسية لكي من خلال هذا المقال.
سوف نتناول الآن العنف في العلاقات الزوجية بكل صوره وكل دوافعه
العنف في العلاقات الزوجية
قد ينقسم العنف في العلاقات الزوجية إلى نوعين، فقد يكون العنف الذي يمارسه الرجل ضد زوجته هو عنف مرغوب كالذي تشعر به الزوجة أثناء العلاقة الحميمية، وقد يكون هذا العنف هو عنف لفظي أو مادي أو حتى معنوي.
أنواع عدة نحن بصددها، والعنف الأسري هو سلوك يستخدم من أجل التخويف بكافة أشكاله سواء جسدي أو نفسي أو حتى جنسي، وقد أصبح العنف ضد الزوجة من أبرز الظواهر الاجتماعية التي ظهرت بشكل كبير في البلدان العربية بوجه خاص.
هناك بعض السيدات اللاتي ترغبن في الجنس العنيف بين الحين والآخر، ولكن إذا كان الأمر بالتراضي بين الطرفين فلا مشكلة فيه، ولكن تكمن المشكلة في أن يكون ذلك برغبة من الزوج بينما الزوجة تشعر بعدم المتعة.
حيث أثبتت بعض الدراسات أن العنف الجنسي مع الزوجة قد يكون له نتائج غير مرضية ولذلك لابد من الاتفاق على هذه الأمور بين الزوجين والرضا من الطرفين حتى لا يكون الأمر أشبه بالاغتصاب.
أضرار العنف في العلاقات الزوجية
قد يكون الضرر الذي يعود على الزوجة من خلال العنف في العلاقات الزوجية أكثر من الفائدة، لأن ليس كل سيدة تفضل هذه الطريقة، وهناك عدة أضرار تنتج عن العنف الذي يمارسه الرجل مع زوجته أثناء العلاقة الحميمة وهذه الأضرار منها:
- الشعور بآلام جسدية للزوجة، والتعرض إلى إصابات في بعض مناطق من جسدها، وبالتالي يكون هناك ضرر نفسي مصاحب للضرر البدني.
- قد ينتقل أسلوب العنف الذي يمارسه الزوج إلى خارج النطاق المتفق عليه بينكما، حيث يستخدم زوجك العنف ضدك أثناء وجود خلاف بينكما فيقوم بالتعدي عليكِ بالضرب أو الإهانة وبالتالي تزداد الأمور سوءًا.
- أن يكون هناك أحد الأطراف لا يستمتع بالعلاقة الحميمة سوى من خلال ممارسة العنف، وهو الأمر الذي يجعل العلاقة الزوجية تقترب من الفشل، لأنه قد يكون الطرف الآخر لا يفضل ذلك أثناء العلاقة.
تعلمي كيف تحبي نفسك من هنا.
أما إذا كان العنف الذي يمارسه الزوج ضد زوجته في العلاقات الزوجية هو عنف جسدي ونفسي ناتج عن حدوث خلافات ومشكلات، وهو ما يطلق عليه العنف الأسري الواقع على الزوجة أو الأبناء،
فهذا النوع تكون الأضرار المصاحبة له هي تدمير عاجلًا أو آجلًا للحياة الزوجية، وهذه الأضرار منها:
- تتعرض الزوجة إلى العنف من قبل زوجها، وهو ما يؤدي بها إلى أضرار نفسية جسيمة قد لا تستطيع أن تعيش حياتها بشكل طبيعي فيما بعد.
- العنف يؤدي إلى إلحاق الضرر الجسدي بالزوجة، فقد تصاب الزوجة بأمراض أو إصابات جسدية لا يمكن علاجها، وقد لا تستطيع العودة إلى شكلها الطبيعي، كأن يتشوه وجهها أو تفقد جزء من جسدها.
- أما الأطفال فهم الخاسر الأول والأخير جراء الخلافات الزوجية، وذلك لأن ما تتعرض إليه الزوجة من عنف يعود بالطبع على الصحة النفسية لأطفالها.
- أما الأب الذي يمارس العنف ضد أطفاله فهو يدمر كل ما تحمله معاني الطفولة، ويقوم بتربية جيل لا يستطيع أن يكون لديهم شخصية سوية أو حياة طبيعية مثل غيرهم من الأطفال.
- الضرب والعنف مع الطفل يدمر خلايا المخ ويقلل من مستوى الذكاء لديه، كما أنه يصيب الطفل بانعدام الثقة بالنفس والخوف الدائم ممكن حوله والانطوائية، وكذلك الإصابة بالتوحد.
أسباب العنف في العلاقات الزوجية
الآن سوف يكون حديثنا عن أسباب العنف في العلاقات الزوجية والتي تتعدد كثيرًا، فإذا كان العنف أثناء ممارسة العلاقة الحميمة فهناك عدة أسباب تندرج تحت هذا النوع من العنف سوف نذكر بعض منها
التغيير
قد تشعر الزوجة بالتغيير في العلاقة مع زوجها عندما يمارس العلاقة بعنف، وكذلك تظن بعض السيدات أن استخدام أساليب جديدة في العلاقة قد يساهم في زيادة الشعور بالنشوة وزيادة مشاعر الحب بينها وبين زوجها.
الضغط النفسي
وهو من أهم الأسباب التي تدفع الزوج لممارسة العنف مع زوجته أثناء العلاقة الحميمة، قد يكون هناك ضغط نفسي في العمل أو ضغط مادي أو اقتصادي يعاني منه الرجل خارج المنزل، ولذلك يجد أن العنف مع زوجته هو وسيلة للتخلص من الضغط الذي يشعر به.
الغيرة
وهي السبب الذي يشعر به الرجل تجاه زوجته، فقد يكون الزوج عنيف في العلاقة الحميمة بسبب شعوره بالغيرة على زوجته ومحاولة الشعور أنه هو فقط القائد الذي تسير الأمور حسب رغبته، ولكن قد يكون ذلك الأمر سببًا في نفور الزوجة منه.
أما العنف الأسري الذي يمارسه الزوج تجاه زوجته في الحياة الزوجية اليومية، فهو له عدة أسباب أيضًا سوف نذكرها الآن:
الشعور بالذات
قد يكون السبب في ممارسة الرجل العنف ضد زوجته هو رغبة منه في إثبات ذاته والشعور أنه يستطيع تخويف زوجته بأسلوب لا يمت للتحضر والرقي بأي صلة.
الخوف من فقدان التحكم والسيطرة
فقد يكون السبب هو الدافع الأغلب لدى معظم الرجال الذين يعانون من ضعف الثقة بأنفسهم، ولذلك يحاولون فرض السيطرة والتحكم في الزوجة من خلال ممارسة العنف ضدها.
فقدان العقلانية والذكاء
ولذلك يلجأ الرجل الذي يفقد الحكمة والذكاء في التعامل مع زوجته، إلى ممارسة أشكال العنف ضدها.
الإهمال أثناء الطفولة
قد يكون الإهمال الذي تعرض له الزوج أثناء طفولته من قبل والديه هو دافع قوي لديه لممارسة العنف ضد زوجته حتى يتمكن من تعويض الناقص لديه.
الفشل
عندما يشعر الزوج بالفشل في حياته الزوجية، والفشل في أكثر من أمر قد يكون في عمله أو مع أصدقائه أو مع أبنائه أيضًا، يلجأ بذلك إلى العنف مع زوجته حتى يتخلص من الشعور بالفشل أمامها.
تعرفي على انواع الشخصيات المختلفة وكيف تتعاملي معهم من خلال هذا المقال.
مظاهر العنف في العلاقات الزوجية
قد تنتج عن العنف الكثير من المظاهر المجتمعية، فإن العنف في العلاقات الزوجية له عدة مظاهر، فإذا كان العنف المقصود هو الذي يمارسه الزوج مع زوجته في العلاقة الحميمة فإن مظاهر هذا العنف قد تكون:
- شعور الزوجة بالرغبة في ممارسة العلاقة الحميمة ببعض من العنف، حيث أنها قد تسعد بذلك.
- هناك بعض السيدات اللاتي لا ترغبن في العنف أثناء العلاقة ولذلك ينتج عن ممارسة العنف معها شعورها بالنفور وعدم الرغبة في ممارسة العلاقة بارتياح، ولذلك لابد من التفاهم مع زوجتك في مثل هذه الأمور حتى لا يتسبب ذلك في تدمير حياتكما الزوجية.
أما مظاهر العنف في العلاقات الزوجية إذا كان العنف ضد الزوجة أو الأبناء في الحياة اليومية، فمنها:
- زيادة حالات الطلاق والتفكك الأسري وبالتالي حدوث الانفصال، وقد يكون الانفصال بالتراضي بين الطرفين وبالتالي يتواجد الاحترام بينهما بشكل دائم مما يعود على الأطفال بشكل إيجابي،
أما إذا كان الانفصال بطرق غير مرضية للطرفين فإن أول من يتعرض للألم الأطفال، وبالتالي تتفكك الأسرة بشكل سلبي يؤثر على الأطفال.
- زيادة حالات جنوح الأحداث، وذلك لأن التفكك الأسري بسبب العنف قد يؤدي إلى هروب الأبناء من الأهل والبحث عن مكان آخر لا يوجد به عنف، وبالتالي يضيع الأطفال وتتدمر حياتهم.
- نشأة مجتمع غير آمن وغير مستقر، فماذا لو تعرضت الأم إلى العنف من قبل الأب، أليست هذه ظاهرة خطيرة تنذر بدمار المجتمع بالكامل،
يصبح المجتمع متفكك ومتهالك لأن الأساس يبنى على طرق غير سليمة وغير صحية وبالتالي ينشأ مجتمع مريض بكافة أمراض العالم التي لا علاج لها.
حكم العنف في العلاقات الزوجية
يرى علماء الدين والمجتمع أن المرأة لابد أن تعامل معاملة حسنة والتي أقرها لها الله تعالى في كافة الأديان السماوية، ولذلك فإن ممارسة العنف ضد المرأة ليست من تعاليم الدين.
لأن الحياة الزوجية تبنى على أساس الحب والمودة والرحمة والتفاهم والتعاون والمشاركة بشتى صورها، ولذلك على الزوجين محاولة التغلب على الخلافات التي تنشأ بينهما والبحث عن حلول سليمة بعيدًا عن العنف بكافة الصور التي ذكرناها، سواء عنف نفسي أو جسدي أو مادي.
فإذا لم يكن هناك اتفاق في الحياة بينهما فإن الفراق هو الحل لأن الله تعالى لا يقبل على عبده الإهانة والتحقير من شأنه وهو الذي خلقه في أحسن تقويم.
ولكن لا يمكن للمرأة أن تحتمل كافة مظاهر الإكراه والعنف الذي يمارسه الرجال في الحياة الزوجية لأنها في البداية والنهاية امرأة لها حقوق وعليها واجبات.
ولا يمكن لأي شخص أن ينتهك حقوقها أو يعاملها بطرق سيئة تقلل من شأنها، وهذا ليس حكم الدين الإسلامي فقط، بل هو حكم جميع الأديان السماوية.
كيف تتخلصين من العنف الذي تعرضتي له في العلاقات الزوجية
الآن سوف نتناول عدة خطوات يمكن للزوجة من خلالها أن تتخلص من العنف الذي تعرضت له في العلاقات الزوجية ومن هذه الخطوات:
التوعية
وهي طريقة للزوجين للتخلص من العنف، فلابد من توفير أساليب لتوعية الزوج بطرق التعامل الصحيحة مع زوجته، مع ضرورة توعية الزوجة بذلك أيضًا.
وسائل الإعلام
وهي من أهم الطرق التي يستجيب لها الأفراد، وسائل الإعلام لها دور كبير في الحد من ممارسة العنف ضد المرأة وكذلك توعية المرأة التي تعرضت إلى العنف أثناء علاقتها الزوجية، إلى طرق التخلص من هذه المشاعر السلبية ومحاولة العودة إلى حياتها الطبيعية مرة أخرى.
الدعم والمساندة
من أهم الطرق التي تستطيع المرأة أن تستعيد قوتها مرة أخرى بعد تعرضها إلى العنف هو وجود أشخاص قادرين على مساعدتها وتقديم الدعم لها، والرفع من روحها المعنوية ومحاولة إزاحة الأفكار القديمة من ذهنها حتى تضيف أفكارًا جديدة بدلًا منها.
التدخل الطبي
قد تحتاج المرأة بعد تعرضها إلى العنف إلى الذهاب إلى طبيب نفسي لأنها تشعر أنه الشخص الذي تحتاج إلى الحديث إليه، وتثق أن العلاج لديه.
في النهاية، فإن العنف بشتى أشكاله ومظاهره وأضراره وأسبابه هو في الأول والآخر عنف، لا فرق في أن يكون العنف في العلاقات الزوجية ضد الزوجة أو ضد الأطفال أو قد يكون العنف ضد الأصدقاء أو الأهل وغيرهم.
ولكن هو ظاهرة خطيرة لا يتقبلها المجتمع مهما مرت العصور، ولا سيما أننا في عصر التكنولوجيا والتطور ورغم ذلك تزداد ظواهر العنف في مجتمعنا بدلًا من أن تختفي تمامًا، ولذلك لابد من تربية أبنائنا على نبذ العنف والتصدي له بكل أشكاله حتى نبني مجتمع سليم بكل أطيافه.
تعرفي كيف تتخلصي من التوتر الصباحي من هنا.