ما هي بطانة الرحم المهاجرة؟ وأهم الأسباب والعلاج

ما هي بطانة الرحم المهاجرة؟

بطانة الرحم المهاجرة أو الانتباذ البطاني الرحمي هي حالة تحدث عندما تنمو أنسجة مشابهة لبطانة الرحم خارج الرحم، وهي حالة شائعة بين النساء في عمر الثلاثينيات والأربعينيات، وقد تُصعب هذه الحالة من حدوث الحمل، ولكن مع إجراء تشخيص سليم واتباع أحد العلاجات المتاحة، يمكن بشكل كبير إدارة الأعراض وتحسين فرص الحمل.

تابعي قراءة هذا المقال من “واحدة جديدة” لتتعرفي أكثر على بطانة الرحم المهاجرة؛ الأسباب المؤدية لها، الأعراض، وكيف يتم العلاج.

ما هي بطانة الرحم المهاجرة؟

الرحم هو المكان الذي ينمو فيه الجنين عند حمل المرأة. يُبطَّن هذا الرحم بأنسجة تسمى بطانة الرحم. أما بطانة الرحم المهاجرة فهو اضطراب أو مرض ينمو فيه نسيج مشابه لبطانة الرحم هذه خارج الرحم وفي مناطق أخرى من جسمك لا تنتمي إليها.

من الممكن أن تنمو هذه الأنسجة في أي مكان في الجسم، ولكنها عادةً ما تظهر في منطقة الحوض، بما في ذلك

  • المبيضين.
  • قناتي فالوب.
  • الأنسجة التي تدعم الرحم.
  • السطح الخارجي من الرحم.

قد تنمو أنسجة الرحم المهاجرة في أماكن أخرى، بما في ذلك القناة الهضمية والرئتين والقلب.

عادةً ما يتخلص جسد المرأة من هذا النوع من الأنسجة ويطرده خارج الجسم خلال فترة الحيض، ولكن الأنسجة التي تنمو خارج الرحم، قد تبقى في الجسم مما يؤدي إلى حدوث التهاب، ومع تحلل هذه الأنسجة قد تتشكل ندبات.

اعراض بطانة الرحم المهاجرة

تختلف أعراض بطانة الرحم المهاجرة من امرأة إلى أخرى، فالبعض يعانين من أعراض خفيفة، بينما يعاني البعض الآخر من أعراض متوسطة إلى شديدة. لا تشير شدة الألم بالضرورة إلى درجة الحالة أو مرحلتها، فأحياناً يكون لديك شكل خفيف من المرض ومع ذلك قد تشعرين بألم شديد، وفي حالات أخرى قد يكون المرض في شكل حاد جداً ومع ذلك لا تعاني المريضة من ألم شديد.

ويشعر الكثير من السيدات وقت الدورة الشهرية بآلام شديدة نتيجة بطانة الرحم المهاجرة لذلك عليك اتباع نصائح تخفيف الام الدورة الشهرية لتقليل هذه الآلام .

الألم هو أكثر أعراض هذه الحالة شيوعاً، إذ تعاني النساء المصابات بالانتباذ البطاني الرحمي من أنواع مختلفة من الألم، والتي يمكن أن تشمل

  • تقلصات مؤلمة جداً في فترة الطمث، وقد يزداد الألم سوءاً بمرور الوقت.
  • ألم مزمن (أي طويل الأمد) في أسفل الظهر وفي منطقة الحوض.
  • ألم شديد أثناء ممارسة العلاقة الحميمية أو بعدها.
  • ألم معوي.
  • ألم عند التبول أثناء فترات الحيض، وفي حالات نادرة، قد تجدين دماً في البول أو البراز.

إلى جانب الألم، قد تعاني بعض النساء المصابات من الأعراض التالية

  • النزيف أو البقع بين فترات الطمث.
  • العقم أو صعوبة حدوث الحمل.
  • مشاكل في الجهاز الهضمي، مثل الإسهال والإمساك والانتفاخ، وخاصة أثناء فترات الحيض.

أسباب بطانة الرحم المهاجرة

لا يعرف العلماء إلى الآن السبب الدقيق والفعلي لحدوث بطانة الرحم، لكن مازال البحث جارياً عن الأسباب المحتملة أو عوامل الخطر التي تزيد من فرص حدوث هذه الحالة، والتي تشمل

مشاكل في تدفق الدورة الشهرية

يعد تدفق الدورة الشهرية إلى الوراء السبب الأكثر احتمالاً للإصابة ببطانة الرحم المهاجرة؛ حيث تنتقل بعض الأنسجة المتساقطة خلال هذه الفترة عبر قناة فالوب إلى مناطق أخرى من الجسم، مثل الحوض.

الهرمونات

توجد نظرية أخرى تفسر حدوث هذه الحالة، وهي أن الهرمونات قد تحول الخلايا خارج الرحم إلى خلايا مماثلة لتلك المبطنة داخل الرحم.

عوامل وراثية

قد يلعب التاريخ المرضي للعائلة دوراً كذلك في زيادة فرص الإصابة بهذا المرض، فقد وجد أن النساء اللواتي لديهن حالة في العائلة مصابة ببطانة الرحم المهاجرة يكن أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة بمقدار 7 إلى عشر مرات.

تشمل العوامل الأخرى المحتملة التي تساهم في حدوث بطانة الرحم المهاجرة، أو تزيد من فرصة حدوثها ما يلي:

  • فترات طمث طويلة وغزيرة.
  • دورات شهرية قصيرة
  • بدء الدورة الشهرية في البنات قبل سن 11 عام.
  • حدوث حملك الأول في سن كبير.
  • مشاكل في الجهاز المناعي.
  • انخفاض وزن الجسم.
  • إدمان الكحول.
  • متلازمة ما قبل الحيض.

بطانة الرحم المهاجرة والحمل

قد يتساءل البعض هل يمكنني الحمل إذا كنت أعاني من بطانة الرحم المهاجرة؟

الإجابة، نعم. العديد من النساء المصابات بهذه الحالة قد يتمكن من الحمل بشكل طبيعي، لكن عادة ما يجدن صعوبة في حدوث الحمل، ولا أحد يعلم بالضبط كيف يمكن أن يسبب الانتباذ البطاني الرحمي قلة الخصوبة لدى النساء. تتضمن إحدى الأسباب المحتملة ما يلي:

  • انسداد الأعضاء التناسلية أو تغير شكلها بسبب الانتباذ البطاني الرحمي، مما يصعب عملية عثور الحيوانات المنوية على البويضة.
  •  مهاجمة الجهاز المناعي الجنين.
  • مشكلة في تكوين بطانة الرحم التي تحتاجها البويضة المخصبة للانغراس فيها.

كيف يتم تشخيص بطانة الرحم المهاجرة؟

قد يكون من الصعب أحياناً على الطبيب تشخيص الانتباذ البطاني الرحمي فهو مثل تكيس المبايض لا يظهر الا من خلال فحص الطبيب الدقيق، وخصوصاً أنه لا يوجد اختبار محدد يمكنه تأكيد ذلك، كما أن الأعراض يصعب رؤيتها وتتشابه مع أعراض حالات عديدة أخرى.

لكن، لمحاولة الوصول إلى تشخيص سليم، قد يجري الطبيب المختص الفحوصات التالية

فحص الحوض

أثناء فحص الحوض قد يتحسس الطبيب وجود أي تكيسات أو ندوب خلف الرحم.

التصوير بالموجات فوق الصوتية (السونار)

قد يستخدم الطبيب الموجات فوق الصوتية عبر المهبل أو على البطن. يوفر كلا النوعين صوراً للأعضاء التناسلية.

تنظير البطن

الطريقة الوحيدة المؤكدة لتحديد بطانة الرحم المهاجرة هي مشاهدتها مباشرةً. يتم ذلك عن طريق إجراء جراحي بسيط يعرف باسم تنظير البطن. وبمجرد تأكيد التشخيص، يمكن إزالة هذه الأنسجة في نفس الإجراء.

علاج بطانة الرحم المهاجرة

بطانة الرحم المهاجرة هي حالة مزمنة ولا يوجد علاج نهائي لها. لكن هناك العديد من خيارات العلاج المتاحة لعلاج الأعراض والمشاكل التي تسببها.

تتوفر الخيارات الطبية والجراحية للمساعدة في تخفيف أعراض هذه الحالة وإدارة أي مضاعفات محتملة. قد يبدأ طبيبك أولاً بالعلاجات الدوائية، لكن إن لم تتحسن حالتك فقد يوصي بإجراء عملية جراحية، وتستجيب كل امرأة بشكل مختلف مع خيارات العلاج هذه، لذا سيساعدك الطبيب في العثور على أفضل ما يناسبك.

هل تختفي حالات بطانة الرحم المهاجرة بعد انقطاع الطمث؟

بالنسبة للبعض، تتحسن الأعراض المؤلمة لبطانة الرحم المهاجرة بعد انقطاع الطمث ووصول المرأة إلى سن اليأس، حيث يتوقف الجسم عن إنتاج هرمون الإستروجين، ويتقلص نمو هذه الأنسجة ببطء، مع ذلك، قد تستمر أعراض هذه الحالة لدى النساء اللاتي يتناولن العلاج الهرموني لانقطاع الطمث.

هل يمكن منع بطانة الرحم المهاجرة؟

لا يمكنك منع الانتباذ البطاني الرحمي، ولكن يمكنك تقليل فرص الإصابة به عن طريق خفض مستويات هرمون الاستروجين في جسمك.

وللحفاظ على مستويات هرمون الاستروجين منخفضة في جسمك، يمكنك

  • ممارسة الرياضة بانتظام (أكثر من 4 ساعات في الأسبوع) سيساعدك هذا الأمر في تقليل نسبة الدهون في جسدك، وبالتالي تقليل مستوى هرمون الاستروجين.
  • ابتعدي عن تناول الكحول.
  • تجنبي تناول كميات كبيرة من المشروبات التي تحتوي على الكافيين، حيث أشارت الدراسة إلى أن تناول أكثر من مشروب يحتوي على الكافيين يومياً يمكن أن يرفع من مستويات هرمون الاستروجين.

وختاماً، بطانة الرحم المهاجرة هي حالة مزمنة لا علاج لها، ولم يتمكن الأطباء من فهم أسبابها الفعلية إلى الآن. لكن، لا يعني ذلك أنه يجب أن تؤثر هذه الحالة على حياتك اليومية، فهناك العديد من العلاجات التي يمكنها تحسين الأعراض والوقاية من المضاعفات.

المصادر

 

شاركي من هنا

مقالات ذات صلة