تعرف على ماري سانجر صاحبة أول عيادة لتنظيم النسل في أمريكا
تعتبر الزيادة السكانية واحدة من التحديات الكبرى التي تواجه الكثير من دول العالم، حيث أن هذه القضية تشكل خطر على المجتمعات، وهناك الكثير من المنظمات والمؤسسات الدولية والعالمية تهدف إلى تحديد النسل للحد من الزيادة السكانية والعيش بشكل أفضل، ففي عام 1917 قامت مارجريت سانجر والتي تعد صاحبة أول عيادة لتنظيم النسل في أمريكا ، بنشر مقالات عن تنظيم النسل بأحد المجلات الشهرية، وأسست أول عيادة لتنظيم النسل لكنها اعتقلت بعد افتتاحها بـ 9 أيام وسرعان ما أفرج عنها بكفالة مالية.
ولدت مارجريت سانجر في كورنينغ بنيويورك، وكان والدها رجلاً مفكرًا وحرًا يعمل في أيرلندا، وكانت أمها أمريكية أيرلندية من الروم الكاثوليك، وكان لديها 10 أشقاء، توفيت والدتها وهي في سن صغير مما جعلها تلقي اللوم على الفقر وظروف الأسرة وحمل والدتها المتكرر، وقررت مارجريت أن تتجنب مصير والدتها وتتجه للتعليم، وبالفعل بعد أن تخرجت عملت ممرضة وتزوجت من مهندس معماري وأنجبت منه 3 أطفال.
وفي عام 1912 إنتقلت مارجريت وزوجها للعيش في مدينة نيويورك، وانخرطوا في دائرة الاشتراكيين، وبدأت مارجريت في كتابة الأعمدة الصحفية لصحيفة الحزب الإشتراكي عن صحة المرأة وحياتها الجنسية بعنوان “ما يجب أن تعرفه كل فتاة”، وتوسعت في كتابت المقالات فكتبت مقال أخر بعنوان “ما يجب أن تعرفه كل أم”، وكانت جميع كتابتها في إتجاه واحد وهو تحديد النسل.
وفي ذلك الوقت تم تفعيل العمل بقانون كومستوك لعام 1873 لمنع توزيع وسائل منع الحمل، وإتجهت إلى الكتابة عن الأمراض التناسلية عام 1913، ولكن تم حظر توزيعها، وهربت إلى أوربا خوفًا من الإعتقال، ثم عادت مرة خرى إلى أمريكا وبدأت في تطبيق تعليمها كممرضة على المريضات المهاجرات اللاتي تعانين من الفقر، وبحكم عملها كممرضة في أحد مستشفيات نيويورك وجدت الكثير من النساء يعانين ويموتن من الحمل المتكرر والولادة والإجهاض، وأن كثير من النساء تتعامل مع الحمل غير المرغوب فيه عن طريق الإجهاد مما ينهي حياتهن ويؤثر على قدرتهم على رعاية أسرهن.
وبالرغم من أن نشر المعلومات عن طرق تحديد النسل كان محظورًا بموجب القانون، إلا أنها تمكنت من تأسيس الرابطة الوطنية لتحديد النسل، ولكن وجهت إليها العديد من التهم ولكنها هربت مرة أخرى إلى أوروبا، وفي عام 1916 أنشأت مارجريت سانجر أول عياد لتنظيم النسل في الولايات المتحدة وقدمت للمحاكمة بعد إفتتاح هذه العيادة بتهمة مخالفة القوانين، ونتيجة لكثرة اعتقالها ومحاكماتها وندائها المتكرر حول تحديد النسل، تم تغيير القوانين ومنح الأطباء الحق في تقديم النصيحة بشأن تنظيم الإنجاب.