ايمان فوزي الغربلي.. قصة كفاح عاملة نظافة تنتظر مناقشة الدكتوراه
استطاعت إيمان فوزي أن تتحدى الصعاب وتتغلب على المتاعب، فهي مثال لقصة الكفاح التي خرجت من المحنة إلى المنحة، حيث أنها تحدت الشلل التام بعد أن تم تشخيصها بشلل الأطفال وهي في العاشرة من عمرها، ظنت أسرتها أنها لن تتعايش مع حالتها الصحية، وحكم عليها البعض بالعجز، ولكنها تمكنت من تحقيق أحلامها بعد أن أدركت أنه لا جدوى من تأثير إعاقتها الجسدية على إرادتها والفوز بمستقبل ملئ بالإنجازات.
حققت إيمان فوزي، والتي تعمل كعاملة نظافة بالوحدة المحلية بقرية الصنافين التابعة لمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، إنجازاً كبيرًا بعد أن حصلت على ماجستير في اللغة العربية من جامعة الأزهر، وسجلت لمناقشة الدكتوراة.
قالت إيمان أنها أصيبت وهي في العاشرة من عمرها بشلل الأطفال، نتيجة لعدم حصولها على اللقاح المضاد لفيروس شلل الأطفال، حيث أنه تم تطعيمها بعقار خاطئ، مما أسفر عنه إصابتها بشلل بالقدم، ومنذ ذلك الوقت وهي تعاني من فقدان الحركة، وجاء ذلك وفقًا لما نشر بجريدة “الأهرام”.
إلتحقت إيمان بالمدرسة والمعهد الأزهري، وقد ظهر تفوقها وتميزها بين زملائها في التحصيل الدراسي، حتى أن وصلت إلى الثانوية الأزهرية بعد أن حصلت على أحد المراكز العلمية بين أوائل المعهد الأزهري في الشهادة الإعدادية.
وأشارت إيمان، إلى أنها كانت تعاني من النزول من المنزل والوصول للمدرسة، وخاصة بعد وفاة أبيها الذي كان سندًا لها في كل شئ، مما أجبرها على الغياب عن المدرسة لفترات، ولكنها فوجئت بمعلمي المعهد، وكبار شيوخه يذهبون إليها بالمنزل، ويلقونها العلم بشكل خاص بدون أجر في حضور والدتها، حتى أن تخرجت من الشهادة الثانوية الأزهرية بتفوق كبير وكان ترتيبها الثاني بنفس المعهد، والتحقت بكلية الدراسات الإسلامية وتخصصت في دراسة اللغة العربية.
ونظرا لظروفها الصحية والمادية، توسط أحد أعضاء البرلمان لتعمل الطالبة الجامعية عاملة نظافة بالوحدة المحلية بقريتها، لتحسين ظروفها واستمرارها في التعليم ومواصلة كفاحها الذي يشهد به أهل قريتها، حتى تخرجت من الكلية بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف.
ولم تنتهى رحلة كفاح إيمان بعد تخرجها من الجامعة، ولكنها سجلت رسالة الماجستير و بالفعل حصلت عليه بتقدير امتياز في اللغة العربية، وسجلت للحصول على درجة الدكتوراه، أما عن حياتها الأسرية فلم تكن إعاقتها عائقا أمام تكوينها أسرة كباقي قريناتها الصحيحات، حيث إنها قد تزوجت وأنجبت أطفالاً، و بالرغم من ذلك ما زالت تعمل عاملة نظافة بالوحدة المحلية بقريتها.
حاولت إيمان تعديل المسمى الوظيفي وطالبت محافظ الشرقية بأن تسوي درجتها الوظيفية الحالية وفق مؤهلها العلمي، وبالفعل وافق المحافظ على طلبها، ولكن رفض الجهاز التنفيذي لأنها معينة على نظام لا يسمح لموظفيه بالتسوية أو تعديل المسمى الوظيفي، فبالرغم من تعيينها رسميا منذ عام 2017، إلا أنها ما زالت عاملة نظافة بدرجة الماجستير و باحثة في درجة الدكتوراه، وتناشد إيمان الجهات المعنية بالنظر بعين الإعتبار إلى حالتها وتقدير كفاحها ودرجتها العلمية.