طرق التعامل مع الأطفال ذوي القدرات الخاصة

طرق التعامل مع الأطفال ذوي القدرات الخاصة

ذوي القدرات الخاصة من الأطفال وطرق التعامل معهم من أكثر القضايا التي يغفل عنها الكثيرين، فعلى الرغم من أهميتها إلا أنها لم تحظى بالاهتمام الكافي من قبل المختصين والمتحدثين فيما يتعلق بعلوم النفس الخاصة بالأطفال.

فمن هم ذوي القدرات الخاصة وما هي أفضل الطرق التي يتم اتباعها أثناء التعامل معهم وما هو المقبول والمرفوض فيها، كل ذلك سنجيب عليه فتابعي معنا.

تعريف ذوي القدرات الخاصة

قامت منظمة الصحة العالمية بتوضيح وشرح مفهوم ذوي القدرات الخاصة، فهم الأشخاص الذين يعانون من خلل أو قصور في قدراتهم الذهنية أو الجسدية، والتي تعود إلى أسباب عدة، سواء كانت بيئية أو وراثية، والتي تؤدي في النهاية إلى وجود صعوبة في التلقي والتعلم واكتساب المهارات مثل أقرانهم، لذا فهم من أكثر الفئات المجتمعية التي تحتاج إلى معاملة خاصة.

أبرز أنواع ذوي القدرات الخاصة

يندرج تحت مفهوم ذوي القدرات الخاصة العديد من الإصابات التي يمكن أن يعاني منها الشخص، وذلك على النحو التالي

الصعوبات الجسدية

وذلك في حالة فقدان الشخص لأحد أجزاء الجسم مثل اليدين أو القدمين نتيجة البتر أو الإصابة بأحد الأمراض التي تفقده القدرة على الحركة بشكل طبيعي مثل الشلل النصفي أو الكلي.

الصعوبات الذهنية أو الفكرية

قد يصاب الشخص ولديه مشكلة مؤثرة على مستوى العقل مما تسبب لديه تخلف أو تأخر فكري.

الصعوبات النفسية

هناك بعض الاضطرابات النفسية التي يولد بها الطفل أو التي يمكن أن يتعرض لها نتيجة العديد من العوامل، ومن أبرز أنواع هذه الاضطرابات التوحد وانفصام الشخصية.

الصعوبات الحسية

في حالة فقدان الشخص حاسة من حواسه الأساسية مثل حاسة السمع أو الإبصار فإنه يعد في هذه الحالة من ذوي القدرات الخاصة والذين يطلق عليهم الصم والبكم.

ذوي القدرات الخاصة وطرق التعامل معهم

بعد التعرف على تعريف مفهوم ذوي القدرات الخاصة وأهم أنواع الإعاقات التي تندرج تحت هذا المفهوم، نضع الآن بين يديكِ أفضل طرق التعامل مع ذوي القدرات الخاصة، والتي تتمثل في مجموعة النقاط التالية

الإكثار من القراءة حول حالة الطفل

من أجل الوصول إلى أفضل الطرق التي تمكنك من التعامل مع طفلك في حالة كونه من ذوي القدرات الخاصة عليكِ بالقراءة المستمرة والتعرف على المزيد فيما يتعلق بحالته الذهنية والنفسية، وذلك إما من خلال المواقع الموثوقة أو عن طريق التحدث مع الطبيب المختص.

ومن ثم يمكنك التعرف على أنسب الأنشطة التي يمكنه القيام بها ومتابعة تطوراته العقلية والجسدية من خلالها.

التفاعل مع الطفل

من أكثر الأخطاء شيوعًا التي تقع فيها العديد من الأمهات هي تجاهل طفلها ذو الاحتياجات الخاصة، على الرغم من كونه أكثر احتياجًا للتفاعل والمشاركة مع من حوله بالمقارنة مع الأطفال العاديين، لذا احرصي على التحدث معه بأبسط لغة حتى يتمكن من فهمها، كما يمكنه اللعب مع مجموعة من الأطفال في نفس عمره من أجل تنمية مهاراته الاجتماعية والحركية.

تطوير مهاراته وقدراته

في ظل التطورات التكنولوجية المعاصرة التي نشهدها حاليًا، أصبح بإمكان كل أم البحث عن مجموعة من الأنشطة والمهارات المصممة خصيصًا للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، وخاصة إذا كان لديهم صعوبة في التعلم وتأخر في الاستيعاب، فهي تعتبر بمثابة أنشطة تعليمية وترفيهية في نفس الوقت، كما أنها تعزز العلاقة بينك وبين طفلك.

تعزيز المهارات الاجتماعية

قد تعتقدين أن اكتساب المهارات التعليمية أو الدراسية هي الأصعب على الإطلاق، ولكن هذا تمامًا غير صحيح، فأكثر ما يؤرق الطفل ذو الاحتياجات الخاصة هو الخوف من رفض المجتمع له.

لذلك ينبغي عليك الحرص على جعل الطفل داخل دائرة من الأصدقاء والزملاء حتى يشعر بثقته بنفسه وأنه مقبولًا ومحبوبًا لدى الكثيرين، كما يمكنه المشاركة في العديد من الأنشطة الاجتماعية مثل الرحلات والتمثيل.

المراقبة المستمرة بشكل جيد

تعد المراقبة المستمرة للطفل من أهم وأفضل طرق التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة، فقد يواجه الطفل صعوبة في التعبير عما يحتاج إليه أو الشكوى من أي شيء ينغصه، فاحرصي دائمًا على مراقبته والتواصل البصري معه من أجل تفهم ما يحتاج قوله، من هنا يمكنك التعرف على أنماط سلوكه ومفهوم حركاته والتغيرات النفسية التي تطرأ عليه وأسبابها.

تعزيز الثقة بالنفس لديه

مقارنة الطفل بمن حوله حتى ولو كانت بغير القصد أو بهدف التشجيع من أكثر الأساليب التي تزعزع ثقة الطفل بنفسه، فبشكل خاص يحتاج الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة إلى التشجيع المستمر والإشادة بمهاراته التي يمتلكها حتى القليل منها، فتعزيز الثقة بالنفس تجعل من الطفل شخصيًا قويًا قادرًا على مواجهة المجتمع بكل ما يحمله من تنمر أو سخرية.

وكنموذج ناجح يجعلك تثق بنفسك هي سما  رامي أول مصرية من أصحاب متلازمة داون صاحبة شركة شحن بري وبحري وجوي تحقق نجاحاً باهراً علي الرغم من إعاقتها الا انها نموذج مشرف لا يعجز عليه شئ.

الاستعانة بالنماذج الناجحة المشابهة لحالته

ليس هناك أفضل من التشجيع والتحفيز من خلال سرد الحكايات الخاصة بالأبطال الملهمين والتأكيد على فكرة الإصرار على النجاح حتى ولو كنت من ذوي القدرات الخاصة، فالشخص الناجح فقط هو من يجعل من الصعوبات تحديات وليست عقبات تعرقل السير في طريق النجاح، لذا ينبغي عليه الحرص على تنمية مهاراته وتطويرها.

وقد عرضنامن قبل حالة رحمة خالد المذيعة المشهورة التي حققت نجاحاً كبيراً في الفترة الأخيرة وقد كانت من أطفال داون وعلي الرغم من ذلك وصلت لمكانة عظيمة في الإعلام حصلت علي تشجيع الجميع ودعمهم.

أهم الواجبات تجاه ذوي القدرات الخاصة

ذكرنا مسبقًا أنه هناك المقبول والمرفوض في التعامل مع الأطفال من ذوي القدرات الخاصة، وهذا ما سنقوم بتوضيحه في الفقرتين التاليتين

الأساليب المرفوضة

  • إطلاق لقب معاق أو التصريح بهذا أمام الطفل ذو الاحتياجات الخاصة لكي لا يشعر بالعجز أو أنه مختلف عمن حوله من الأطفال.
  • التحدث بصوت عال وأسلوب غير مهذب عند التعامل مع الطفل لأنه غير سوي.
  • محاولة لفت انتباهه بأساليب حادة كالضغط على اليد أو الكتف أو جذب الوجه والتحدث بصوت مرتفع.
  • السخرية والتنمر بشكل ملحوظ أو في سياق الفكاهة على الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، فهي من أكثر الأساليب التي تسبب أذى نفسي بالنسبة لهم.
  • عزل الطفل عمن حوله لأنه قد يتسبب في العديد من المشكلات أو يصدر بعض الأفعال المحرجة.
  • الصراخ في وجهه والتلفظ بكلمات تحمل معنى النهر أو الاساءة في حالة ارتكابه أحد الافعال الخاطئة.

الأساليب المقبولة

  • العمل على جعلهم منخرطين في العديد من الأنشطة الاجتماعية وتنمية حس التواصل الاجتماعي لديه بمن حوله سواء أقارب أو أصدقاء.
  • المساواة في التعامل وفي كل شيء بين الأطفال الأسوياء وذوي الاحتياجات الخاصة.
  • النظر في عين الطفل عند التحدث إليه حتى يشعر بالاهتمام والحب.
  • الحد من تناول أو مضغ العلكة أمامهم، حيث أنها يمكن أن تصيبهم بالتوتر والعجز.
  • مشاركتهم والأخذ برأيهم في حالة اتخاذ القرارات الجماعية لتعزيز ثقتهم بأنفسهم.
  • إظهار الاحترام عند التحدث والاستماع له بآذان صاغية وتوليته الاهتمام.
  • التعامل برفق وصبر وبدون عصبية وخاصة في حالة إعطاء بعض المهام للطفل أو شرح بعض المعلومات والأنشطة الدراسية.
  • اكتشاف نقاط القوة التي يمتلكها الطفل والعمل على إبرازها وتشجيعه على ذلك.

وفي ختام حديثنا الذي تطرقنا من خلاله إلى الحديث عن أفضل أساليب وطرق التعامل مع الأطفال ذوي القدرات الخاصة، وبعد أن تعرفنا على مفهوم ذوي الاحتياجات والقدرات الخاصة وأبرز أنواع الإعاقات التي يمكن أن يعاني منها الطفل، وأخيرًا طرحنا لكم مجموعة الأساليب الواجبة والمرفوضة التي يجب الانتباه إليها عند التعامل مع الطفل

المصادر

شاركي من هنا

مقالات ذات صلة