ازمة منتصف العمر ما هي وكيف تتعايشي معاها
ازمة منتصف العمر هي واحدة من أصعب الفترات في حياة كل أمرأة ورجل، حيث تبدأ هذه المرحلة في أغلب الأحيان مع الدخول في سن الأربعينيات أو بداية الخمسينيات، وتعتبر مرحلة انتقالية تتغير فيها طموحات ورغبات المرأة وتتبدل فيها نظرتها لكافة الأمور من حولها، ويترتب على ذلك العديد من التغيرات النفسية والمزاجية لديها.
ففي أغلب الأحيان نتيجة كل هذه التغيرات في التفكير والميول تتوصل المرأة لمجموعة من القرارات الجديدة والأكثر واقعية وموضوعية، فما هي تلك الأزمة وما هي أهم أسبابها وأشهر الأعراض التي قد تظهر على المرأة خلال هذه الفترة، هذا ما سوف نتناوله سويًا خلال السطور القديمة، بالإضافة إلى مجموعة من النصائح لتخطي هذه الأزمة.
ما هي ازمة منتصف العمر
يتم تعريف ازمة منتصف العمر على أنها الفترة الحياتية التي تشعر فيها المرأة بالرغبة في العودة إلى الماضي، حيث مرحلة الشباب والصبا، ومن هنا تبدأ في إنكار حقيقة أنها لن تعود لها أبدًا وأنها قد تجاوزت منتصف العمر، وبعدها تبدأ العديد من الاضطرابات الفكرية والعاطفية في الظهور لديها متمثلة في صورة اكتئاب أو رغبة في العزلة.
ازمة منتصف العمر مرض نفسي أم حالة مزاجية عامة
طبقًا للعديد من الدراسات والأبحاث فإنه لا يمكن تصنيف هذه الأزمة أو المرحلة الحياتية على أنها واحدة من الحالات أو الأمراض النفسية، حيث أكد الخبراء والأطباء النفسيين أنه ليس من الضروري أن يمر بها كافة الأشخاص خلال هذه المرحلة العمرية الانتقالية، فهناك العديد من الأشخاص الذين يمكنهم تجاوزها بنجاح أو حتى المرور بها دون شعور.
حيث تم تصنيفها على أنها مرحلة تقييم الإنجازات وإعادة النظر في الأشياء بطريقة تفكير ونظرة جديدة، وعلى أساسها يقوم الشخص باتخاذ مجموعة من القرارات بناءًا على ما تم تحقيقه فعليًا، فعلى الرغم من كونها أزمة ويصاب بها العديد من الأشخاص، إلا أنها تحتمل الحدوث أو لا، وقد تزول أعراضها مع الوقت.
أسباب ازمة منتصف العمر
تتغير الأسباب الخاصة بأزمة منتصف العمر لدى السيدات عن الرجال، فعلى الرغم من أن هذه الأسباب قد تبدو بسيطة إلا أنها تشكل أهمية كبيرة لديها، ومن أهم هذه الأسباب ما يلي
الخوف من التقدم في العمر وشعورها بأنها لن تعود لمرحلة ريعان شبابها من جديد، وأن أنوثتها وهي أولى اهتماماتها أصبحت مهددة نتيجة تقدمها في العمر، فظهور العديد من العلامات على وجهها مثل الخطوط والتجاعيد في منطقة الوجه، بالإضافة إلى مجموعة التغيرات الداخلية مثل انقطاع الطمث والوصول إلى سن اليأس.
فكل ذلك يشير إلى أنها أصبحت أكبر سنًا، وبالتالي سيتسبب ذلك في حدوث ازمة منتصف العمر.
الشعور بالوقوف في منتصف الطريق والإحساس بعدم تحقيق أي شيء مما كانت تحلم به، فلا يمكنها الرجوع إلى الماضي لإتخاذ العديد من القرارات التي كان من الضروري اتخاذها، ولا تملك الوقت الكافي ولا الجهد لكي تتمكن من تحقيق ما فاتها من أجل تحقيق أهدافها وطموحاتها التي طالما سعت إليها.
تراجع مستويات إنتاج هرمون الإستروجين والبروجسترون لديها بالإضافة إلى وجود اضطرابات في العديد من الهرمونات الأخرى المسؤولة عن الحالة المزاجية العامة لها، مما يسبب لها الشعور بالاكتئاب والعصبية المفرطة نتيجة تغير كيمياء المخ.
الخوف من عدم تقبل المجتمع لها بكافة التغيرات التي حدثت معها سواء الشكلية أو الفكرية والعقلية.
أعراض ازمة منتصف العمر
هناك مجموعة من الأعراض التي تظهر على المرأة والتي تنم عن مرورها بأزمة منتصف العمر، ومن بين هذه الأعراض والدلالات ما يلي
- اكتساب الوزن أو فقدانه بشكل ملحوظ دون سبب واضح وبدون اتباع نظام غذائي، فالموضوع في أغلب الأحيان يكون نفسيًا ومرتبط بالحالة المزاجية.
- التفكير بشكل مفرط وبطريقة مرضية في الأحداث سواء في الماضي أو فيما يتعلق بالخطط المستقبلية.
- الشعور بالاكتئاب وحدوث طفرات مزاجية حادة، والتي قد تصل إلى حد التفكير في الانتحار وسيطرة فكرة الموت على المرأة.
- فقدان الرغبة والشغف تجاه الأشياء التي كانت قديمًا محل اهتمام ملحوظ لديها.
- العزلة والميل إلى الجلوس بشكل منفرد والابتعاد عن حضور الاجتماعات والجلسات العائلية.
- التخلي عن الأصدقاء القدامى والعزوف عنهم والرغبة في تكوين صداقات جديدة مع من هم أصغر سنًا.
- التفكير العشوائي واتخاذ القرارات بشكل عشوائي ودون تفكير أو دراسة سابقة.
- حدوث اضطرابات في النوم حيث تشعر المرأة بالميل إلى النوم خلال النهار لساعات متواصلة، بينما تشعر بالأرق لعدة أيام خلال فترات الليل.
- الشعور بتأنيب النفس بشكل مستمر وعدم الرضا عن أي قرار سابق أو إنجاز تم تحقيقه.
- الغيرة والمقارنة مع من حولك من الأشخاص والإحساس بالفشل وعدم تحقيق أي شيء.
- الرتابة والملل والنظر إلى الحياة بشكل روتيني ممل، حتى وإن تم التفكير في تجديد نمط الحياة فإنها يمكن أن ترى أن الحياة لم يعد بها ما يستدعي التجديد والتغيير.
- الشعور باللامبالاة وعدم الرغبة في التفكير في العمل أو في الشؤون الحياتية بشكل عام.
- صدور مجموعة من التصرفات الغريبة والعشوائية التي لا تتناسب مع عقلية وفكر وحتى سن المرأة، كأن تقوم ببعض التصرفات الشبابية مثل الجري أو التسابق والضحك بشكل جنوني.
قد تتشابه كل هذه الأعراض مع أعراض الاكتئاب الذي يصيب المرأة بشكل عام، ولكنه في أغلب الأحيان يكون مرتبط بمجموعة التغيرات التي تطرأ على حياتها خلال هذه المرحلة من حياتها.
ازمة منتصف العمر وكيفية التعايش معها
من أجل التعايش مع أي أزمة لابد من معرفة كيفية التكيف مع مسبباتها، وكذلك الأمر بالنسبة لمشكلة ازمة منتصف العمر، فمن أهم خطوات التعايش معها ما يلي
- محاولة الابتعاد عن أخذ قرارات عشوائية متسرعة، فلابد أن تعلمي أن تفكيرك الآن في حالة غير مستقرة وأنك بحاجة إلى التفكير لأكثر من مرة فيما يتعلق بقراراتك المستقبلية.
- التحدث مع من حولك من المقربين ومشاركتهم، وخاصة إذا كنت متزوجة، فالزوجين الناجحين قادرين على التكيف مع هذه المرحلة من خلال التفاهم والتشاور.
- شاركي في الأعمال الخيرية التطوعية، فهي قادرة على ترسيخ ثقتك بنفسك وإحساسك بأنك مؤثرة في المجتمع مهما بلغتي من العمر، بل أنه كلما تقدمتي في العمر كلما زادت أهميتك في المجتمع.
- فكري بشكل واقعي وابتعدي عن الاندفاع وراء العاطفة التي قد تجرفك في طريق نهايته مسدودة، فالتقدم في العمر أمر حتمي لابد منه، واستعدي نفسيًا لمرحلة حياتية جديدة بكافة تفاصيلها وحاولي الاستمتاع بكافة تفاصيلها، فأنت الآن أكثر وعي ونضج عما سبق.
- كوني دائمًا على علاقة جيدة بمن حولك وخاصة من الأصدقاء والمقربين، فكلما شعر المرء بوجود الناس حوله وعدم تخليهم عنه كلما زادت ثقته في قدرته على التكيف مع مستجدات حياته.
كما ويعمل تمكين المرأة علي التخلص من هذه المشكلة بشكل جزري حيث تقوية ثقتها بنفسه.
الجانب الإيجابي لأزمة منتصف العمر
قد تتعجبين أنه هناك جانبًا مشرقًا من ازمة منتصف العمر، ولكن هكذا هو حال النساء الملهمات دائمًا ما يصنعوا الفارق ويبحثن عن الجانب الإيجابي من كل أزمة، ومن أهم مميزات هذه المرحلة ما يلي
- الحاجة إلى تقديم المساعدة لكل من هم دون سنك.
- الهدوء والتفكير ببشكل عقلاني مدروس بدلًا من الاندفاع وراء العاطفة.
- إعادة النظر في القرارات التي قمتي باتخاذها في حياتك السابقة، والتفكير بشكلأفضل فيما يتعلق بقراراتك وخططك المستقبلية.
- تغيير نمط حياتك للأفضل بكل تأكيد هو أحد أهم الجوانب الإيجابية لأزمة منتصف العمر.
- بناء العديد من العلاقات الشخصية الجديدة المبنية على الحب والصدق.
- التخلي عن جميع المشاكل والضغائن والخلافات السابقة المبنية على أفكار خاطئة.
ازمة منتصف العمر كيف تتغلبي عليها
بعدما استعرضنا سويًا أهم أسباب ازمة منتصف العمر وأعراضها وكيفية التعايش معها انت لست في مرحلة سن اليأس وحتي وإن كنت في هذا السن فأستمتعي بحياتك وكوني دائما كانك في مقتبل العمر، نطرح لك سيدتي مجموعة من النصائح والإرشادات التي ستحتاجيها من أجل تجاوز هذه المرحلة، وهي
- البحث والقراءة عن كل ما يتعلق بهذه المرحلة الحياتية، فالمعرفة تساعد الشخص كثيرًا في تخطي الأزمات التي يمر بها، لأنه يعرف جيدًا أنه وقتية وستزول مع مرور الأيام.
- التجديد والسفر لأماكن جديدة وتجربة العديد من الأنشطة للمرة الأولى ومحاولة عمل تغيير جذري لروتين اليوم العادي.
- التفكير فيما تم إنجازه والعمل على تشجيع الذات، وتذكري بأنك كنت تحلمين يومًا بإنجاز ما قمتي بتحقيقه.
- التخلي عن العادات الغذائية السيئة ومحاولة اتباع نظام غذائي صحي متوازن من أجل حياة صحية ونفسية أفضل.
- إيجاد علاقات صداقة جديدة بشرط أن يكونوا أشخاص إيجابيين، فالمرء يتعافى بمن حوله.
- طلب المساعدة سواء على الصعيد الإجتماعي أو النفسي ممن حولك.
- وضع مجموعة من الأهداف والخطط المستقبلية مع وضع جدول زمني لكيفية إنجازها وخطوات تنفيذها.
- مشاهدة العديد من الأفلام التي تتحدث عن المرأة ودورها في المجتمع، ويقدم موقع بداية جديدة لكي العديد من تلك الأفلام من الممكن أن تتعرفي عليها وذلك من خلال 10 أفلام تعليمية للمرأة، أفضل 9 أفلام عن المرأة.
كتب عن ازمة منتصف العمر للنساء
من المهم أن تبدأي بقراءة بعض الكتب المهمة التي تتناول ازمة منتصف العمر لكي وللرجل، وتنظري كيف تناول الكاتب تلك الأزمة وكيف قام بتحديد أهم الطرق لعلاج تلك الأزمة، وبالتأكيد سيكون ما تناولناه في الفقرة السابقة هو أحد الحلول التي سيلجأ إليها الكاتب، ومن أهم تلك الكتب ما يلي
- رواية أزمة منتصف العمر للكاتب أيمن عبد الستار.
- كتاب أزمة منتصف العمر الصادرة عن دار أخبار اليوم.
- الكتاب المشهور أزمة منتصف العمر الرائعة لإيدا لوشان بترجمة سهير صبري.
- أزمة منتصف العمر لدى المرأة والرجل بين اليأس والأمل للكاتبة الأستاذة الدكتورة سناء محمد سليمان.
في النهاية نكون قد وصلنا إلى ختام موضوعنا الذي طرحنا فيه نقاش حول ازمة منتصف العمر، حيث تناولنا فيه مفهوم هذه الأزمة وأهم أسبابها والأعراض الدالة عليها، بالإضافة إلى خطوات التعايش مع هذه الأزمة وهل هي حالة نفسية فعليًا أم لا، ومجموعة من النصائح والإرشادات لتجاوز هذه المرحلة.
