أبرزهن تحية كاريوكا.. فنانات ضحين بأنفسهن خلال أحداث حرب أكتوبر

يحرص نجوم الفن في المشاركة بالأحداث الوطنية التي يمر بها الوطن، ودائمًا ما يكون للفن دور كبير في ترسيخ هذه الأحداث بأذهان الجمهور من خلال الأعمال التي تحاكي الأحداث الوطنية والحروب والأزمات التي عاشتها مصر من قبل، ولكن لم تكن المشاركة من قبل الأعمال الفنية فقط، تتجاوز هذه المشاركة حدود الفن وتصل إلى التضحية بالنفس فداءًا للوطن، كما لا تقتصر هذه المشاركة على الفنانين من الرجال فقط، بل كان لنجمات وجميلات الفن دورًا هامًا خلال أوقات الحروب والأحداث التي مرت بها مصر، وخاصة حرب أكتوبر المجيد، حيث شاركت بعضهن من خلال التضحية بالنفس وفلذات الأكباد.

ومن بين هؤلاء الفنانات الفنانة شريفة فاضل التي قدمت ابنها سيد السيد بدير والذي كان يعمل طيارًا فداءًا للوطن، حيث أستشهد في حرب الاستنزاف، وأصيبت المطربة شريفة فاضل بصدمة شديدة، حيث كان إبنها الشهيد هو أول فرحتها، وتوقفت عن الغناء ولكنها تخطت هذه الصدمة وعادت للغناء مرة أخرى بعد إنتصارات حرب أكتوبر وقدمت آنذاك أغنيتها الشهيرة “أنا أم البطل” والتي كتبتها لها صديقتها الكاتبة نبيلة قنديل ومن تلحين علي إسماعيل.

الفنانة شريفة فاضل
الفنانة شريفة فاضل 

أما عن الفنانة الكبيرة تحية كاريوكا، فعرضت حياتها للخطر أكثر من مرة من أجل الوطن منذ بداية مشوارها الفني، حيث أنها عرفت بمواقفها النبيلة ومساعدتها للفدائيين في الإسماعيلية قبل فترة الإحتلال الإنجليزي لمصر، حيث كانت تهرب لهم السلاح في سيارتها، وهناك منطقة بالإسماعلية عرفت بـ “تل كاريوكا” وهي المنطقة التي كانت تسلم فيها تحية الأسلحة للفدائيين.

ويذكر أن تحية قاكت بمساعدة السادات في الهروب وخبأته في مزرعة أقاربها بالإسماعيلية، وحكت تحية عن هذه الواقعة قائلةً: “أنا هربت السادات لأنهم قالوا قتلوا أمين عثمان، قلت في داهية عقبال الباقي، أنا ممكن أعمل أي حاجة”، وبعد ثورة 1952، شاركت كاريوكا في قطار الرحمة لجمع التبرعات للمجهود الحربي، حيث أنها تبرعت بمجوهراتها وجمعت التبرعات للجيش بعد نكسة 1967، كما أنها قامت لمدة شهور بالهلال الأحمر والقصر العيني خلال حرب أكتوبر لخدمة الجرحى والمصابين.

الفنانة تحية كاريوكا
الفنانة تحية كاريوكا

وكانت شقراء السينما المصرية الفنانة نادية لطفي تحمل الكثير من صفات الجندي الذي لا يعرف الاستسلام، حيث أنها وقفت بجوار الجنود على الجبهة خلال حرب الإستنزاف وحرب أكتوبر، وقد منحها تاريخها الوطني المزيد من القوة والجهاد والكفاح، كما أنها نظمت العديد من الزيارات التي جمعت فيها عدد من الفنانين والأدباء على رأسهم نجيب محفوظ وفطين عبدالوهاب وفؤاد المهندس ويوسف السباعي ويوسف إدريس، وقامت بجمع شهادات الأبطال المصابين في حرب أكتوبر خلال الفيلم التسجيلي “جيوش الشمس” الذي يحتوي على مشاهد وأحداث حقيقة من حرب أكتوبر، حيث أنها سجلت شهادات المصابين بالقصر العيني.

نادية لطفي
نادية لطفي

كما اخترقت الحصار الإسرائيلي لبيروت عام 1982 وقالت أنذاك: “مستعدة أدخل في حيطان ونار مش بس حصار”، ولخصت نادية لطفي نظرتها للسينما والفن قائلةً: “الفن لا يقل تأثيرًا وفاعلية عن الجيش، فكما يوجد قوات مسلحة حربية، يعتبر الفن قوات مسلحة إجتماعية وإنسانية”.

شاركي من هنا

مقالات ذات صلة