كيف أتعامل مع أولادي في مرحلة المراهقة
مرحلة المراهقة من أصعب المراحل التي يمر بها الإنسان سواء ذكر أو أنثى، وقد تكمن صعوبة تلك المرحلة في التغيرات التي تطرأ سواء على الجسم أو العقل، ولكن ليس كل امرىء منا يستطيع التعامل مع الأولاد في تلك المرحلة لأنها مرحلة خطيرة وليست سهلة أو بسيطة.
لذلك لابد من تعلم فن التعامل مع الأولاد والتعرف على كافة احتياجاتهم في هذه الفترة، وكيفية التعامل مع التغيرات التي تواجههم أو المشكلات التي يصعب عليهم حلها، كل ذلك وأكثر سوف نتناوله من خلال هذا المقال.
تعريف مرحلة المراهقة
يأتي تعريف مرحلة المراهقة بوضوح من خلال كلمة مراهقة والتي تعني الإرهاق، فهي المرحلة التي تفصل ما بين الطفولة والنضج، حيث أن الطفولة هي مرحلة الاعتماد على الغير واختيارك مثلا انشطة تعليمية للاطفال يختلف عن سن المراهقة تماماً حيث تشير هذه المرحلة الي النضج وهو الاعتماد على النفس، وهنا تأتي المراهقة لتفصل بينهما.
يبدأ المراهق أو المراهقة في تكوين شخصيته وتقبل كل التغيرات التي تحدث له مع مواجهة الكثير من التحديات أثناء تلك الفترة والتي قد تساعد المراهق أو المراهقة وتدعم من نفسه وتمنحه القوة والشجاعة، وهناك أيضًا التحديات التي تقف عائقًا أمام أحلامه وطموحاته وأفكاره وقد تدمر حياته وتثبط من هممه.
ولذلك يكون دور الأم مع ابنتها هو أساس تلك المرحلة والذي يساعد ابنتها على المرور منها بسلام وتخطي كل ما تتضمنه من صعوبات، كما يكون هناك دور قوي من الأب في فهم ابنه والتعامل معه في تلك الفترة العصيبة التي يمر بها فيكون هو الداعم الأول له، وتبدأ فترة المراهقة من سن العاشرة عند أغلب الأطفال وقد تنتهي في الثامنة عشر.
خصائص مرحلة المراهقة
تتمثل خصائص مرحلة المراهقة في عدة نقاط هامة وهي
- يتوقف المراهق أو المراهقة عن الاهتمام بما يفعله الآباء.
- يبدأ المراهق أو المراهقة في التحرر عن والديهم وعدم التعلق بهما، ويبدأ كل منهما في بناء شخصية مستقلة بعيدة عن الأب والأم.
- التقرب من أبناء جيلهم وأصدقائهم أكثر من والديهم.
- عدم الإفصاح لوالديهم عما تمر به الفتاة وكذلك الابن أيضًا على اعتبار أن والديهم لن يتفهموا ما يشعرون به.
- من أهم تلك الخصائص أيضًا هو التمرد الذي يقوم به المراهق أو المراهقة، فيبدأ كل منهما في رفض أوامر الوالدين، على اعتبار أنهما بذلك يثبتون شخصيتهما المستقل.
- قد يظهر لدي بعض الفتيات حب الذات بشكل مبالغ فيه وهنا يحتاج الأمر الي تدخل الوالدين حتي لا تتداخل هذه الصفة مع الأنانية وجلب الضرر للغير.
- ومن أبرز الخصائص الأساسية لمرحلة المراهقة عند الذكور أو الإناث هي التغيرات الفسيولوجية التي تطرأ عليهما.
مرحلة المراهقة المبكرة
المراهقة المبكرة هي عبارة عن ملاحظة تغير في سلوك الذكر أو الأنثى والذي لا يتماشى مع أعمارهم، فمن المعروف عن مرحلة المراهقة الطبيعية أنها تبدأ من سن العاشرة وما أعلى فقد يمكن أن تبدأ في الثانية عشر ولكن في كل الأحوال هذا الطبيعي.
ولكن قد يتصرف الأولاد من هم دون سن العاشرة تصرفات المراهقين وهو ما يتعجب الآباء منه، وقد ظهر هذا الأمر كثيرًا في الأيام الحالية وهو ما يعرف باسم مرحلة المراهقة المبكرة، ومن علاماتها أن الطفل قد يبدي رغبته في التدخين أو تبدي الفتاة رغبتها في تقليد الفنانات في الملابس أو وضع المكياج وغيرها من الأمور التي تبدو غريبة في مثل هذا السن.
ولكن لا يوجد شيء ليس له أسباب ولذا هناك عدة أسباب تؤدي إلى مرحلة المراهقة المبكرة ومنها
- شعور الطفل بعدم اهتمام من قبل والديه ولذلك يرغب في لفت انتباههم إلى ما يفعله أو ما يرغبه.
- ترك الطفل لفترات طويلة أمام الهاتف المحمول أو التلفزيون فقد يتعرض من خلالها لمشاهدة برامج تخالف ثقافتنا أو تتعدى المرحلة العمرية التي يمر بها قد يكون هذا بسبب الانشغال بالعمل وعدم القدرة علي تنظيم البيت.
- تهاون الأهل مع بعض التصرفات الخاطئة التي يتجاوزها الأبناء والتعامل معها بالمزاح وهو ما يدفع الطفل لتكرارها أكثر من مرة.
كيف أتعامل مع أولادي في مرحلة المراهقة المبكرة
لابد من وجود طرق للتعامل مع الابن أو الابنة في مرحلة المراهقة المبكرة التي قد تشكل سلوكيات غير مقبولة وقد تترسخ في شخصية الطفل حتى يكبر، ومن هذه الطرق
- تشجيع الطفل على السلوك الصحيح أو عندما يعدل من سلوكه الخاطئ، مع إقناعه بمدى تأثير السلوك الخاطئ على شخصيته.
- الابتعاد عن لوم الطفل وتوبيخه أو ضربه عند اكتشاف ما يقوم به من سلوك خاطئ.
- البحث عن أسباب قيام الطفل بذلك ومحاولة التعامل معه والبحث عن حلول مع تجنب ما يسبب تلك السلوكيات من تلفزيون أو هاتف.
- محاولة استشارة أخصائي نفسي إذا لم يستجب الطفل لتعلم السلوك الصحيح أو عدم اقتناعه بما يقوله له والديه.
مرحلة المراهقة للبنات
بعد أن تكون كل اهتمامات الطفلة هو اللعب وارتداء الفساتين الملونة وشراء العرائس والدمى من أجل المرح بها، تأتي مرحلة المراهقة التي تغير معها كثير من هذه السلوكيات وتأتي سلوكيات جديدة ومرحلة جديدة، تجد الفتاة نفسها أمام متغيرات تطرأ على سلوكها وعلى جسدها وعلى تفكيرها وتكتشف أن حياتها تنقلب رأسا على عقب، ولذلك هناك مجموعة من المشاكل التي تواجه الفتاة في تلك المرحلة ومنها:
- الشعور الدائم بالاكتئاب.
- مشكلات الثقة بالنفس وتقدير الذات.
- اكتشافها لوجود الجنس الآخر والتعلق بشخص ما والانجذاب العاطفي له.
- فرض الشخصية.
- اهتمام الفتاة بمظهرها الخارجي.
- الدورة الشهرية والتعب النفسي الذي تسببه.
- مشاكل وصعوبات التعلم.
- قد تنجذب الأنثى إلى أشياء غريبة مثل تعاطي المخدرات.
- تغير شكل جسم الفتاة مما يؤثر على نفسيتها.
كل هذه المشكلات لابد أن يتعلم الآباء كيفية التعامل معها بحيث تمر هذه المرحلة على الفتاة بشكل سليم وصحي دون أي أضرار نفسية تستمر معها حتى مرحلة النضج.
كيف أتعامل مع البنات في مرحلة المراهقة
إذا كانت المشكلة تتعلق بعدم تقبل الفتاة لشكلها وللتغيرات التي طرأت على جسدها، وهو ما يشعرها بالخجل والاكتئاب وبالتالي عدم اهتمامها بدراستها وحصولها على درجات غير جيدة، وقد تتأثر كثيرًا بزيادة وزنها أو تتعرض لمشكلات مع صديقاتها، وقد يكون الاكتئاب بدون وجود سبب واضح فقط شعور بالتشتت والضياع، وللتعامل مع تلك المشكلة لابد من معرفة الحلول وهي
- انتباه الأم جيدًا لما يطرأ على ابنتها من تغيرات فسيولوجية والتحدث معها عن تلك الأمور دون خجل، ومحاولة جعل ابنتها صديقتها تحكي لها كل شيء دون خوف وذلك يعتبر هو بداية حل المشاكل وبداية مرور المرحلة بكل أمان وسلام.
- إذا كانت الفتاة تظهر باستمرار حزينة وفي حالة من الاكتئاب فلابد من ملاحظة ذلك، ولابد أن يكون للأب دور في الحديث مع ابنته وأن يخرج معها ويشعرها بشخصيتها وذاتها وبالتالي تزداد ثقتها في نفسها وتتقبل شكلها مهما كان غريب.
- إذا تحدثت الفتاة عن الانتحار أو الموت كثيرًا فلابد من الذهاب إلى طبيب متخصص نفسي من أجل الاستشارة والوصول إلى ما تفكر فيه الفتاة ومحاولة حل جميع مشاكلها.
المشكلة الثانية قد تتعلق بشعور الفتاة بالتنمر والذي يعتبر من أكبر المشكلات التي تواجه الفتاة في هذه المرحلة، حيث قد يسخر البعض من شكلها أو طريقة كلامها أو مشيتها وغيرها، وهي الأمور التي تسبب لها شعور بالاكتئاب أو التفكير في الانتحار، ولذلك لابد من الوصول إلى حل لتلك المشكلة وذلك عن طريق
- فتح المجال لفتاتك أن تتحدث معك في كل الأمور التي تؤذيها وكذلك التي تفرحها، وأن تتعود على الصراحة مع والدتها وتكون أقرب الأصدقاء إليها.
- إذا كنت تعتقد أنها تتعرض للتنمر فلابد من مساندتها والوقوف إلى جانبها حتى تشعر بثقتها بنفسها مرة ثانية.
- عليك إخبارها دائمًا بكل نقاط القوة في شخصيتها وأنك تتمنى أن تصبح من أفضل سيدات المجتمع في المستقبل، كما أنه عليك إخبارها بأن هناك كثير من الناس تعرضوا إلى التنمر وأصبحوا فيما بعد من أبرز الشخصيات في المجتمع واعط لها أمثلة.
- الحياة الزوجية الناجحة دائما ما تأتي بالنفع علي الأبناء بشكل كبير سواء في نموهم العقلي أو الوجداني لذا حافظو علي علاقتكم ببعضكم البعض دائما ولا تظهرو أي جوانب سلبية أو مشاكل في علاقتكم أمام أبنائكم.
المشكلة الثالثة هي الانجذاب العاطفي إلى شخص ما، قد يكون زميلها في الدراسة، قد يكون معلم المادة التي تحبها، قد يكون صديق والدها أو صديق شقيقها، قد يكون شقيق صديقتها أو ابن الجيران وغيرهم، هذه الأمور طبيعية لأنها بحكم سنها تنجذب إلى الجنس الآخر وتتجه مشاعرها نحوه.
لكن يأتي الضرر من التعلق الشديد بهذا الشخص أو التفكير في أمور مستقبلية غير متوقعة، كأن تفكر في الزواج من صديق والدها المتزوج، ولابد من التصرف بحكمة مع تلك المشكلة بالذات وعدم التسرع في اتخاذ أي قرارات بشأنها، ومن الحلول الواردة لدينا
- إذا كانت الأم صديقة لابنتها فسوف تستطيع أن تحل معها كافة الأمور التي تسبب لها إزعاج أو مشاكل، أن تخبرها بأنه ليس من المفترض أن تفكر في تلك الأمور بهذه الطريقة خاصًة أنها ما زالت طالبة في الدراسة وعليها التركيز على دروسها وعلى النجاح فيها.
- كذلك لابد أن يكون للأب دور في ذلك وأن يكون على قدر من المسؤولية وتفهم هذه الأمور بطريقة عقلانية تناسب سن الفتاة، ولا يجب أن يستخدم أي أسلوب للعقاب أو التعصب والعنف مع الفتاة حتى لا تنفر منه وتبدأ تلجأ لأشخاص آخرين تروي لهم ما تشعر به وبالتالي يخسر الآباء كثيرًا إذا كان رد فعلهم بهذه الطريقة الخاطئة.
كيف أتعامل مع الأولاد في مرحلة المراهقة
الأولاد يختلفون عن البنات في علامات مرحلة المراهقة والمشكلات التي تواجههم، وذلك لأن الابن يبدأ يتحول من طفل إلى شاب في مرحلة البلوغ وتطرأ عليه تغيرات فسيولوجية وكذلك عقلية ونفسية واجتماعية، وهناك طرق للتعامل مع الولد في هذه المرحلة، ومنها
- الاستماع إليه جيدًا ومنحه الاهتمام الكامل، وعدم الانشغال عنه بأمور أخرى مثل مشاهدة التلفاز أو الهاتف المحمول وغير ذلك.
- التحدث مع الابن بكل هدوء ومحاولة تفهم مشاعره ومنحه ثقة في نفسه حتى بتقبل شكله بعد أن تغير.
- ألا يقلل الأب من قيمة ابنه أمام أي شخص حتى لا يتسبب في ألم نفسي يستمر معه حتى ينضج.
- تفهم وجهة نظر الابن في شعوره أنه رجل لابد أن يبدي رأيه في كل الأمور التي تتعلق به، وكذلك عدم إحباط آرائه أو التقليل منها.
- الثناء على الابن ومدحه بالكلام الجميل الذي يزيد من ثقته بنفسه والتعامل معه أنه رجل مسؤول وليس طفل.
- تشجيع الابن على المشاركة في الأمور الأسرية والأخذ برأيه في بعض الأمور وإن كانت صغيرة، لأن ذلك يمنحه الثقة والشعور برجولته.
- عدم معاقبته عندما يقع في أخطاء ومحاولة التحدث معه أكثر من مرة حتى لا يترك البيت ويلجأ إلى صديق قد يتسبب في إيذائه ويدفعه لفعل الأخطاء أكثر.
- واخيراً عليك أخذ اجازة و التحضر للسفر وأخذ فترة للتقارب من أولادك مرة أخري وفهم شخصيتهم جيداً قبل الحكم عليهم ومعرفة المشاكل التي قد تواجههم في الحياة.
في الختام، فإن مرحلة المراهقة كما ذكرنا هي من أصعب مراحل الحياة التي يمر بها الإنسان ولذلك لابد من دراستها جيدًا ومعرفة كافة الأمور الواجب الأخذ بها حتى تمر تلك المرحلة بسلام وهدوء دون أي أضرار قد تصيب الذكر أو الأنثى، وقد قدمنا لكي سيدتي طرق التعامل مع الجنسين في مرحلة المراهقة حتى يتسنى لكي معرفة كل تفاصيل هذه الفترة التي يمر بها أبنائكِ.
المصادر
https://dailymedicalinfo.com/view-article/
https://www.webteb.com/articles/
https://www.supermama.me/posts/