رشا فهمي
أول أم عزباء تكفل طفلة
الحب نصيب، ونصيبنا في الحب اشكاله مختلفة، بنلاقيه مهما عدت سنين أو واجهنا صعوبات.
رشا، بنت غير متزوجة، ناجحة في شغلها، بتشتغل في احدي الشركات الكبيرة. الحب قدر يغير حياة رشا 180 درجة. في يوم، راحت رشا تزور الدار زى عادتها في نفس الوقت اللي طفلة جميلة اسمها “حلا” نورت الدار. طفلة، فرح بها اخوتها والعاملين في الدار وجلبت معها البهجة والسعادة للجميع. من أول يوم رشا شافت حلا، حست بالمسؤولية والارتباط الشديد تجاهها وده اللي خلاها تتبع احساسها وطالبت باحتضان حلا من خلال نظام الأسر البديلة.
ابتدت رشا تواجه كلام سلبي من اللي حواليها زى: “هاتشيلي شيلة مش بتاعك”، ” البنت دي هتوقف حالك”، “بتجري ورا الهم برجليكي”، وطبعا كلها عبارات كفيلة تخليها تفكر في الأمر مرة تانية، لأن مافيش حاجة تجبر بنت في بداية حياتها أنها تتحمل مسؤولية طفلة ماتعرفش القدر ممكن يكون مخبي ليها ايه.
لكن الحب والسعادة اللي رشا حست بيهم من يوم ما قابلت حلا ساعدها تتخطي كل الكلام السلبي. بدأت رشا الاعتناء بالطفلة التي كان عمرها حينها شهورا وشعور المسؤولية تجاهها بيكبر كل يوم وده اللي دفعها تبدأ بإجراءات كفالتها وأن تكون معها في بيتها.
رشا مش بس واجهت تحديات من المجتمع فقط، لكن واجهت تحديات عديدة في رحلة كفالة الطفلة كأول أم عزباء تطلب كفالة طفلة في بيتها على الرغم من أن القانون يجيز لها ذلك، بس في النهاية، الامر كان يستحق.
حلا كانت سبب في طاقة حب وحياة غمرت بيها رشا وكانت السبب في حياة دبت في البيت اللي أصبح عامرا بضحكات ومغامرات حلا، بالإضافة لوالدة رشا اللي أصبح وجود حلا من الأساسيات عشان تقدر تنام. كل ده نجح أنه يمحي كل الكلمات والعبارات والتحديات التي واجهتها رشا طوال الفترة اللي فاتت اللي كان بيحاول فيها الأهل والأقارب والأصحاب يأثروا على قرارها.
كبرت حلا، وبقي عنها 6 سنوات، خلالها، اتبعت رشا كل الأساليب العلمية في تربيتها. حلا بتدرس وبتتعلم وبتنمي مهاراتها، عارفة أنها مكفولة وتتعامل بكل الحب مع الموضوع لأن البداية كانت سليمة عشان كده النتيجة كانت سليمة. كبر الحب اللي بتعيش فيه حلا بوجود أب حاني، مثقف يشارك رشا العطاء ليكون أب لتلك الطفلة الجميلة التي قدموالها عائلة فقدمتلهم السعادة. زى ما الحب نصيب، هو عطاء. دورنا أننا نتقبله ونراعيه وهو دوره يغير حياتنا ويدينا السعادة اللي بنتمناها.