ماما عزة عبد الحميد

مؤسس ورئيس مجلس إدارة جمعية وطنية

المسئولية بتختار أصحابها وماما عزة تم اختيارها عشان تغير حياة الاف من الأطفال والشباب الأيتام

القصة بدأت من ليلة، ليلة ماكنتش مميزة بأي طريقة، كانت ماما عزة قاعدة في بيتها وفجأة جرس الباب رن ودي كانت حاجة غريبة. الموضوع كان غريب لأن الوقت كان متأخر جدًا وماما عزة ماكنتش متوقعة زيارة من حد.

فتحت ماما عزة الباب عشان تصيبها صدمة، شاب واقف قدامها وبيقولها “ماما عزة” أنا كريم، ممكن تدخليني أنا هربت من الدار. للحظات، لم تستوعب “ماما عزة” الموقف، رجعت بذاكرتها للماضي وافتكرت أنه هو ده الطفل الصغير الذي كانت بتكفله وتزوره في دار الأيتام. ماكنش فيه أي حل تاني، على الرغم من حبها الشديد له، طلبت منه يرجع الدار وأنها هتكلمه بعدين عشان تعرف المشكلة لأنها للأسف مش هتقدر تستقبله.

على الرغم أن اللي عملته ماما عزة هو الصح، لكن ده لا يمنع أنها كانت من أصعب الليالي التي مرت عليها في حياتها، وفكرت كتير، ليه ممكن “كريم” يهرب من الدار؟ ايه اللي ممكن يخلي أي إنسان يضطر يهرب من بيته وهو عنده كل اللي محتاجة؟ ايه اللي ممكن يكون محتاجة كريم تاني عشان يشعر بالأمان؟

ليلة واحدة وموقف واحد كان سبب في بداية مشوار طويل ورحلة عظيمة لخلق تغيير. المسئولية بتعرف تختار أهل الثقة، الافراد اللي هيتقبلوها، يراعوها ويخلقوا منها شيء عظيم.

بعد مغادرة كريم، “ماما عزة” فضلت تفكر، ايه اللي أقدر أقدمه لكريم عشان ميتكررش الموقف ده مرة أخرى سواء معاه او مع أي طفل أو شاب أخر؟

من هنا كانت البداية، بعد طول بحث، فكرت “ماما عزة” في انشاء مكان بيحافظ على مصلحة الأطفال والشباب الايتام ويساعدهم في الحصول على كل حقوقهم مش بس المادية وكمان المعنوية. وأسست ماما عزة جمعية “وطنية لتنمية وتطوير دور الأيتام “عام 2008 واللي قامت على هدف أن تكون بيت خبرة وسند لكل أطراف مجال الرعاية البديلة من خلال أسس ومعايير واضحة، معتمدة ومعترف بها.

بدأت وطنية رحلتها بتطوير معايير جودة الرعاية البديلة وتم مناقشتها وتطويرها خلال سنوات طويلة بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي وقامت باعتمادها بقرار وزاري عام 2014.

خلال 12 سنة، نجحت وطنية في تقديم خدمات في رعاية الأطفال والشباب لأكثر من 120 دار، وفرت أكثر من 1000 فرصة تطوع، ودربت أكتر من 3000 مقدم رعاية في مجال رعاية الأطفال واستطاعوا بدورهم التأثير في حياة الألاف من الأطفال والشباب.

كمان، وصلت وطنية صوت الشباب الأيتام لأكثر من 500 ألف شخص من خلال حملات التوعية على صفحات التواصل الاجتماعي. لو فيه لحظات بتكون فارقة في حياتنا، ففي لحظات بتساعدنا نكون علامة فارقة في حياة ناس كتير.

وفي النهاية، يبقي الأثر.

شاركي من هنا