الرئيسية المنتديات شاركي قصتك من اللاشيء الى امراه ناجحة و ملهمة

  • شاركي قصتك

    ميثاق تحديث قبل 3 سنوات، شهر 1 الأعضاء · 1 مشاركة
    • ميثاق

      مشارك
      23 مارس، 2021 الساعة 11:19 ص

      انا في هذه الفترة سلمت رسالة الدكتوراة لقسم الكيمياء تخصص حديث نانوتكنولوجي و امراة ناشطة و فاعلة.

      لم يكن سهل ان اصل الى هذا, لقد نشات في مجتمع غير مسموح للفتيات باكمال تعليمهن فقط المرحلة الابتدائية, في اليمن و تحديدا مدينة اب. لقد كان ابي من اسرة قروية و امي من المدينة, لم يكن يوجد في قريتنا بنات يدرسن , البنات فقط لاعمال المنزل و يتم تزويجهن بسن مبكرة. عمل ابي في المدينة سهل لي المعيشة في المدينة و اكمال التعليم الابتدائي و الاعدادي, لكن خلال المرحلة الاعدادية من الصف السابع حتى التاسع, كانت تدب المشاكل بكثرة بين امي و ابي بسبب ان ابي يريد تزويجي في ذلك السن, احسست حينها بوجع على امي مما جعلني اخرج من صمتي امام ابي و اقول له اني لا اريد الزواج حاليا و اريد ان ادرس, لم استطع الى الان ان انسى وجوة الرجال الذين كانو ياتون لخطبتي, اجل لخطبة فتاة لم تبلغ بعد, كنت ارى ابي يشجع اخوتي الذكور على الدراسة و القراءة و الثقافة فكنت اخذ كل نصائحه تلك و اطبقها على نفسي, حرمني من الخروج و الزيارات مع الصديقات فاستغليت الوقت للقراءة و الثقافة , كنت استلف الكتب من اي احد القاه من الجيران من المدرسة و اقرا. احسست حينها انني لم اخلق لاكون كائن فقط ياكل و يشرب و يتزوج و انما معي عقل يفكر و يفهم و بامكاني ان انجز مثلي مثل الولد, و انه سياتي اليوم الذي فيه اصبح انسانة معتمدة على نفسي عقليا و ماديا. كان ابي لديه بعض الاعمال الكتابية و كان يطلب مني ان اكتب له بسبب ان خطي كان جميلا, فكنت خلالها اثر فيه و اقول له انظر لو لم ادرس لما استطعت الكتابة لك و انك لو سمحت لي اكمل دراستي سوف اكون احسن و انفعك. لكن للاسف مرت مرحلة الثانوية بصعوبة جدا. بعدها رايت كل زميلاتي يسجلن في الجامعة و مستواهن العلمي اقل مني, و انا التي مستواي اعلى غير مسموح لي, لكن ما جعلني افوق و انتبه لحقي في التعليم هو زيارة زميلاتي لي في البيت في الفترة الاخيرة للتسجيل في الجامعة و واحدة منهن كانت تتباهى علي و انا اعطيها معدلي التراكمي في الثانوية لتدخل فيه تخصص طبي فحرقت هذه الكلمات مشاعري و اشعلت يقظتي اكثر و اكثر و كلمت امي و استعنا ببعض اهل امي لاقناع والدي للتسجيل في الجامعة. لقد كنت ادرس و اقوم باعمال المنزل و اذاكر بالليل على ضوء خافت سرا من ابي لان قبوله ان ادخل جامعة كان فقط من باب الاحراج امام اهل امي. تفوقت حصلت على المرتبة الاولى حضر ابي حفل التخرج و اني القي كلمة الخريجين دمعت عيناه. بهذا الموقف فتحت الباب لاخواتي لاكمال تعليمهن. نافست الرجال على وظيفة معيدة في الجامعة. عملت بعدها مع اتحاد نساء اليمن , ساهمت في اشراك المراة في التعليم و الانتخابات. حصلت على منحة دراسية الى المغرب لدراسة الماجستير و منحة الى الهند لتحضير الدكتوراة. بوعي الذاتي و تصميمي على النجاح الهمت الكثير من الفتيات على التعليم و السفر. صرت مثلا يضرب به في قريتي و حارتي في النجاح و المثابرة. و ما زالت اثابر و اتقبل التحديات و اوقع و اقوم و انجح. لقد اخذت حقي و رفعت راس اهلي.

Viewing 0 reply threads
الرد: ميثاق
المعلومات الخاصة بك:

إلغاء
Start of Discussion
0 من 0 منشورات حزيران / يونيه 2018
الآن