الرئيسية المنتديات شاركي قصتك فجر يوم جديد

  • شاركي قصتك

    Faten تحديث قبل 3 سنوات، شهر 1 الأعضاء · 1 مشاركة
    • Faten

      مشارك
      19 مارس، 2021 الساعة 2:23 م

      أشرقت الشمس وارسلت اشعتها فى كل مكان واحتضنت السماء بلونها الذهبى الذى انعكس على الارض بالدفء والحب واستيقظت العصافير تغرد على معزوفة الامل والتفاؤل وتمايلت الزهور تنفض عنها الندى للاعلان عن بداية يوماً جديد..

      بدأ اليوم عادياً كبقية ايام ذلك الحى الشعبى من أحياء منطقة مصر القديمه.ولكنه لم يكن عادياً بالنسبة لاسره الاسطى كامل فقد كانت هناك حركه غير عاديه فى بيته البسيط حيث كانت هناك إمرأه تتألم من الام الوضع ومعها بعض من سيدات اهل الحى وابناء الاسطى كامل الاثنين وائل وحكمه اللذان كانا يبكيان بحرقه لتوجع امهما وصراخها والاسطى كامل الذى يقف حائر بين ان يذهب لعمله الذى يرزق منه قوت يوماً بيوم وبين ان يترك زوجته واولاده ..ولكنه اختار ان يذهب لعمله ويتركهم امانه بين يدى الله.

      ذهب ويثقل قدماها الهموم وقلة الحيله بعد ان اخبرته الدايه ان الولاده صعبه لان زوجته تحمل فى بطنها جنينين..لكنه ترك امره الى الله ولم يخذله الله فى ذلك اليوم فقد انجز عمل سر به صاحب العمل كثيراً وكافأه عليه بإعطائه اجره ضعفين عليه وخاصة عندما علم انه سيرزق بطفلين توأم.

      جاءت البشاره الى عم كامل بان زوجته انجبت بنتاً وولداً جميلين وبصحه جيده ..سر كثيراً وسجد لله شكراً على عطائه ودعا ان يبارك الله فيهما ويحفظهما خاصة ان زوجته انجبت اطفالاً كثيرون وكانو يموتون الواحد تلو الاخر وهم فى سنواتهم الاولى.. وقرر ان يشترى قبل ان يعود الى البيت ماتحتاجه زوجته فى مثل هذه الظروف ..وبرغم عمل الاسطى كامل الشاق كحداد الا انه شعر ان كل التعب قد تلاشى وحمل ابنائه وسم الله واذن فى اذنيهما وناداهما باسميهما الولد علاء والبنت فجر لانها كانت تشبه الفجر فى سريرته وهدوءه…كانت زوجه الاسطى كامل زوجه صبوره فكانت ابنة خاله شاركته كل ظروفه ومعاناته بالاضافه الى انها كانت تقوم برعاية اخوتها الصغار وابيها بعد ان رقدت امها سنوات عديده فى فراش المرض وبعدها توفت ..بالاضافه الى صبرها على الفقر فى بيت ابيها وزوجها وفقدانها ابناءها وهم صغار..

      مرت الايام وفى احد الايام اشارت فاطمه زوجة الاسطى كامل الى كامل ان تعطى فجر لاخوتها ليهتموا بها ويرعوها كما اهتمت بهم صغاراً بعد وفاة امها خاصة وانها لا تستطيع ان ترعى الرضيعين معاً والاولاد الكبار ..لم يكن هناك بد الا ان يوافق كامل وبالفعل استدعت فاطمه احد اخواتها ليأخذ فجر ومتعلقاتها لتعيش معهم وهى رضيعه.

      جاء جمال الخال الحنون فرحاً بالهديه وحمل الرضيعه مشفقاً عليها خاصة انها لم تكف عن البكاء منذ ان حملها الى ان وصل الى بيت الجد ..لم يشفع بكاء الرضيعه ان يجعل الام تتراجع عن قرارها ولماذا اختارت فجر ولم تختار علاء ..لان الام وغيرها كثيرات من الامهات تربوا على معتقد خاطىء ان البنت مالهاش لازمه..لقد حرمت طفله رضيعه من حنان امها ..طفله لا ذنب لها سوى انها جاءت الدنيا بدون ارادة منها وانها فائضه عن الحاجه..

      كان الخال الحنون يتألم لحال الرضيعه التى ليومين على التوالى لا تكف عن البكاء وكل المحاولات لاسكاتها تبوء بالفشل وكأن بكائها هذا اعتراضاً على الظلم الذى وقع عليها..

      التف الاخوال والخالات حول الرضيعه واصبح لديها بدلاً من الاب اباء وبدلاً عن الام امهات وتعاون الجميع على الاهتمام والاعتناء بها ..افاضوا عليها كل مشاعر الحب والعطف والاهتمام فكانت تكبر وتزداد جمالاً على الرغم من عدم خبرتهم بتربية الاطفال..

      من ناحيه اخرى كانت فاطمه تهتم بعلاء اهتمام مبالغ فيه وكانت تأتى لزيارة اخواتها ورؤية فجر وكانت تتعجب ان فجر تكبر وتتمتع بصحه جيده رغم ملاحظاتها على عدم نظافة الببرونه والتى كانت عباره عن زجاجة دواء مستعمله وعليها حلمة ببرونه واستخدامهم للبن الصناعى لرضاعة فجر فى مشروباتهم..وبرغم ان فجر كانت ترضع صناعى ومع بعض الاخطاء الا انها كانت لاتمرض فى الوقت الذى كان علاء فيه مريض وتتنقل به فاطمه من طبيب لطبيب..

      كبر علاء وجاء سن دخول المدرسه ..وبالفعل جهزت فاطمه اوراقه والحقته بالمدرسه وجهزت له مايلزمه لدخول المدرسه ..وبالنسبه لفجر كانت ترى ان البنات لسن بحاجه لتعليمهن فهن خادمات وماذا يفيد التعليم الخادمات..هذا كان تفكير واعتقاد الكثيرون فى تلك الحقبه من الزمان حيث انتشار الجهل والتخلف الموروث من الاجداد والاباء فترة الستينات..

      لكن هل يعقل ان تظلم هذه البريئه كل هذا الظلم ..لا والله لالحقها بالتعليم مهما كلفنى الامر وسأحملها على كتفى ذهاباً واياباً من والى المدرسه ..انه الجد يتحدث مخاطباً نفسه بكل غضب

      وبالفعل جهز الجد الاوراق المطلوبه والحق فجر بالمدرسه وكان كما اقسم يحملها على كتفه الى المدرسه..كانت فجر تتمتع بذكاء ونباها وكان الخال جمال يتولى بنفسه تعليمها ابجديات الحروف ومبادىء الحساب ..

      كان الجميع يحبونها مدرسين ومدرسات و كن مثيلاتها فى المدرسه يستغربن من حمل جدها لها الى ان يضعها على الكرسى فى فصلها ..وهى ايضاً كانت تتساءل فى داخلها لما لا تصحبنى امى ككل مثيلاتى الى المدرسه وتلقى على خدى قبله تعيننى على تحمل فراقها حتى عودتى اليها مره اخرى

      كانت صغيره ..ولا تعرف الكثير عن الحياه ..وكانت تتساءل لما لا تحملنى امى مثل اخى الذى يشبهنى وتقبلنى مثله لما لا تاخدنى مثل اخوتى معها..هل هى امى

      فعلاً.. وهل هؤلاء اخوتى فعلاً

      ولكن سرعان مايأخذها الجد او احد الاخوال فى نزهه سريعه تعود منها محمله بالكثير من الحلوى التى تعشقها وتختارها بنفسها

      وتوالت الايام والسنين الى ان جاء يوم لم يخطر ببال احد..اصطحبت الام علاء والبسته ثياباً جديداً واهتمت به كعادتها للذهاب معها لزيارة احد الاقارب ولكن يشاء القدران تصدمهما سياره لتنجو الام باعجوبه ولكن علاء يفارق الحياه على الفور..

      عم الحزن بيت الام وبيت الجد واتشح بالسواد فى كل مكان والنواح ..لكن الصغيره تريد بادراكها الطفولى ان تجد تفسير لكل مايحدث وتتساءل لتعلم ان علاء غادر ورحل ولا تعلم انه رحل بلا عوده ..كانت تتألم عندما تشتاقه ولا تجده..وبعد ان فرغ البيت من المعزيين قررت الام ان تسترد فجر فهى العوض والسلوى لغياب علاء خاصةً انها كانت تشبه تماماً…وهذا القرار احدث صدام بينها وبين الجد والذى انتهى الى الإمتثال لرغبتها فهى اولاً واخيراً ابنتها ومراعاةً لظروف فقد ابناءها وفقد علاء بالاخير..

      رجعت فجر الى بيت امها وابيها واخواتها..ومن ذلك الوقت بدأت معاناتها..برغم صغر سنها وطفولتها الا انها كانت تفهم وتشعر بكل مايدور حولها ولكن كانت تخبىء وتكتم بداخلها مشاعرها.

      عن اول حضن من امها لها…

      –ياااااه

      ياأمى كم اشتقت لذلك الحضن.. وكم انتظرت..

      وكم حرمت منه..

      — يااااه ياأمى ..كم اشتقت ان انادى بأمى ..

      –ان امرح وانا امسك يدك امى..

      ارجوكى ..امى احتضنينى بقوه ومررى بيدكى على شعرى واسكبى قبله حانيه على وجدانتى لعلى اتأكد اننى فعلاً اختبأ بحضنك ولا احلم ..وفى غمرة هذا الشعور تسمع صوت يخرج بالبكاء..تخنقه غصه ..انت بحضنى ياعلاء ..ومش هاخليك تسيب حضنى..

      اخذت فجر تبكى وتبكى ولا احد يشعر ان من مات فجر وليس علاء

      مرت الايام والشهور والسنين ..االام قويه وغليظه فى تربيتها ..كل هذا بخلاف حياتها فى بيت جدها..شعورها بالغربه فى بيت ابيها يزداد مع مرور الوقت .حتى بين اخواتها اللذين كانوا ياخذون العابها واشيائها ولا يريدون ان تشاركهم اللعب بها..

      كان يلاحظ عم كامل ذبول فجر وانطوائها فقرر ان يوفر لها بعض الوقت من يومه الملىء بالعمل الشاق ويأتى بكتب الشعر والقصص ليقرأ عليها بصوته تاره او تقرأ هى بصوتها تاره فقد كان ذلك يسعدها كثيرأ..الى ان يغلبه النوم من شدة التعب وتسمع صفير انفاسه معلناً انه غط فى نوماً عميق..

      وعلى الجانب الاخر كانت فاطمه تثقل على فجر فى شغل البيت خاصة بعد ان تزوجت اختها ذات الستة عشر عاماً ..فكانت فجر لاتجد وقتاً لاستذكار دروسها الا ليلأ بعد ان تنام امها وبقيت فجر هكذا الى ان اخذت الاعداديه وهنا تدخلت الام

      -:كفايه لحد كده ..انتى تعلمتى اهو وبقى معاكى اعداديه واللى فى سنك اتجوزوا وخلفوا

      -:بس انا لسه عندى طموح وعايزه اكمل تعليمى ومش عايزه اتجوز ولا اخلف دلوقتى.

      -:اريد ان اصبح معلمه او طبيبه

      -:انا مش باخد رايك انا باقولك فى عريس اتقدملك وانا موافقه

      كان مقابل ان تكمل تعليمها ان توافقها الراى وتوافق على العريس

      كانت تريد الالتحاق بمدرسة المعلمات لتصبح معلمه ..وطبعاً تدخل والدتها منعها من الالتحاق بها لان من شروط التقدم لهذه المدرسه عدم زواج الطالبه قبل التخرج.

      جاهدت فجر لتكمل تعليمها مابين تحكمات امها ومعتقدات وافكار بسبب الجهل والتخلف.

      فى ذلك الوقت تخرج اخيها الكبير من الجامعه وبما انه الاكبر فكانت له صلاحياته كان وائل اخوها الكبير يتمتع بشخصيه هادئه كشخصية الوالد ولكنه يملك ان يجعل فاطمه توافق على رأيه بحسب تمييزها للولد عن البنت..

      استطاع ان يدخل فجر الجامعه زغم انف فاطمه ومشاكلها معه ولم يبخل عليها بمشوره او انفاق او دعم ..

      وهى كانت ترى مايبذله اخيها تجاهها فكانت تعمل فى فترات الاجازه الصيفيه لترفع عنه اعباءها الماديه..

      وتخرجت فجر من كلية التجاره بدرجة جيد جداً وكلها طموح ورغبة فى العلم لا تشبع ولكنها رأت ان العلم فى الكتب وليس بالجامعات فقط ..والتحقت باحدى الوظائف الحكوميه باحدى الهيئات الحكوميه.لم تنسى ولن تنسى فجر فضل اخيها فى دعمها ومساندته لها فى تعليمها ولو امكن لمنحته درجة البكالوريوس الحاصله عليها ولن يكفى فلولاه مااستطاعت ان تصل الى ماوصلت اليه..لقد كان وائل بالنسبه لفجر العالم الذى يحتويها والذى تفر اليه من اثار الجهل والفكر المتخلف ورؤيته للبنت وللمرأه وظلمه لها ..

      عانت فجر كثيراً ومازالت تعانى من اثار هذا الجهل ..

      فلم يكن لديها صديقات لعلمهن بطبيعة والدتها الغليظه ..

      الامر اختلف شيئاً ما بعد ان دخلت فجر مجال العمل ..واصبح من حق الام ان تفاتحها فى موضوع الزواج خاصةً انها اكملت تعليمها فاخبرتها بان عصام ابن عمتها يطلبها للزواج -:ولما لا وهو شاب وسيم ومتعلم وسافر بلاد بره وشاف اجانب ومع ذلك سابهم وجه علشان اختارك انتى يتجوزك..

      -:وانتى ياامى عرفتى منين انه عايز يتجوزنى

      -:عمتك كلمت ابوكٍ فى الموضوع وجايين علشان يقروا فاتحه لو انتى وافقتى.

      فكرت فجر وقالت :ولما لا عصام شاب مهذب ومتعلم ومتربين مع بعض وطبعه هادىء ومتفتح ..اكيد سنتوافق مع بعض.

      وفعلاً تمت الخطوبه وبدأ عصام وفجر فى تجهيز بيت الزوجيه تشاركا الاثنين فى بنائه كانا يعملان ليل نهار وكان بيت بسيط وجميل وتزوجا بعد ان عاهدت فجر الله انها منذ زواجها ستبدأ فى رسم خارطة حياتها مع شريك حياتها الذى رأى فيها اجمل بنات العالم بإختياره لها وانها ستبذل كل ما فى وسعها لاسعاده ولجعل بيتهما جنه..

      رات فى زواجها من عصام ربما العوض عن الايام السابقه التى عاشتها بكل الم..

      لكن للاسف الحياه اللى عاشتها مع عصام كانت اسوء..

      فهو شخص لا يفكر الا فى نفسه ورغباته بمعنى الكلمه ..

      البيت بالنسبه له مكان للاكل والنوم

      وطول اليوم خارج البيت يخرج من عمله الى بيت والداته ليقابل اصحابه كل يوم ..ولو كشفت عن تذمرها وضيقها وحاولت تفضفض وتخبره انه وحشها.. وتطلب منه ان يمضى بعض الوقت معها

      يغضب ويعملها مشكله ويوصفها بالنكديه..

      ملت من الحياه بهذه الوتيره و خذلانها ..وشعورها باهماله لها تمرض وتذهب للطبيب بمفردها لم يكلف نفسه الاطمئنان عليها بتليفون.

      كانت تشتكى لابيها ولامها انها لا تريد ان تكمل حياتها بهذه الطريقه كانت دائماً امها. تسارعها بقول انه ليس لها مكان فى بيتها بعد ان تزوجت الا ضيفه لبضع ساعات وبعدها تغادر الى بيتها ..

      كانت تقول لها انها بعد ان تنجب سيتغير الحال ولكن لاشىء تغير سوى ذيادة المسئوليات عليها واصبحت قوة تحملها فى تناقص

      اصبحت ام لطفلين لا يعلم عنهماسوى ضيقه وضجره من بكائهما وهونائم اذا كان احدهما مريض ..اصبحت لاتراه الا وهو نائم واذاكان يقظ يجلدها بكلامه اللاذع وحديثه عن زميلاته فى العمل ونزلاء الفندق الذى يعمل به وهى لا ينعتها الا انها تشبه الخادمات ..باءت محاولاتها معه بالفشل فى كل شىء

      مهما اهتمت بمظهرها او بنفسها لاترى منه غير النقد والسخريه

      على الرغم من تمتعها بقدر عالى من الجمال والرقه اشارت اليه ان تذهب معه عند والدته حتى يكونا معاً وتراه .. وكثيراً ماطلبت من والدته ان تكلمه فهو من الممكن ان يتقبل كلامها ..

      -افهميه ان له بيت واولاد وشريكة حياه وليست جاريه او كلبه جاء بها ليحبسها ببيته ..

      لكن للاسف هذا الكلام لم يروق لها ورات انه من حقه

      — طالما خلص شغله يعمل اللى هو عايزه …

      ضاقت الدنيا بها.

      ذهبت لابيها ولامها واشتكت مر الشكوى وترجت ابيها ان يكون له رد فعل ولا يتركها ويقف معها ولا يتخلى عنها كما فعل وهى رضيعه..لكن امها كالعاده حسمت الحوار بانها اذا ارادت الطلاق ترمى له اولاده وتجىء للعيش فى بيت ابيها كسجينه حتى لا يراها احد

      الى ان يتوفاها الله ويكفى عار انهم لديهم بنت مطلقه…

      نزلت من بيت ابيها تحمل اولادها وتحتضنهم بقوه كيف لها ان تفرط فى اولادها وتسقيهم مرارة الفقد كما شربتها ..

      كيف تسمح لاحد يربى اولادها وهى على قيد الحياه ..

      كيف تحرمهم امهم

      وكيف تحرم نفسها بنوتهم فى مقابل ان تعيش سجينه فى بيت ابيها..

      وبرغم الخذلان والتخبط وقلة الحيله الا انها قررت انها لن تتخلى عن اولادها مهما كلفها الامر..ومن هنا بدات ان تثقل شخصتيها وتحصنها بالعلم والوعى والمعرفه وان تنسى نفسها وتكون هى الاب والام وتهتم بنفسها وصحتها علشان تقدر توصل باولادها لبر الامان واعتبرته مش موجود..

      عاشت مع اولادها طفولتها وهى بتمارس معاهم هواياتهم والعابهم ومشاكلهم ودراستهم كانت بتذاكر علشان تعرف توصل لهم المعلومات بطريقه بسيطه تعتمد على اللعب والتخمين والابداع .. وامتهنت التدريس واصبحت تدرس بحرفيه وكبر اولادها.. تخرجت ابنتها مهندسه وتكمل تعليمها العالى وتزوجت وتخرج ابنها طبيباً وهى تشعر ان كل ظروفها كانت لها وليس عليها..اعطتها صلابه وقوه وانها فخوره لما وصلت اليه الان

      اما عصام مازال كما هو لا جديد خسر زوجته واولاده صحيح لديه اسره امام كل الناس زوج وزوجه واولاد برواز جميل امام الناس فقط .. لكن فى الحقيقه هو فى عالمه واسرته لاتراه ولا تشعر به كما كان لا يشعر ولا يهتم بهم

      ولانه كان فقير رجوله ومشاعر وعواطف وبخيل من كل تقدير واحترام خسر الزوجه والاولاد لكن لم يخسر اصحابه ولا عادته ولا اضاف لنفسه جديد

      فجر ..داخلها ..تراكمات كالجبال ..تريد ان تهدمها ..

      فجر بكل الحب الذى تحمله..ماالذنب الذى اقترفته لتعاقب على مر السنين..لماذا تحاسب على اخطاء غيرها..

      فجر التى ظلمت وهى قطعة لحم حمراء لا حول لها ولا قوه لا تحمل الا الحب حتى لمن ظلمها فكانت بره بوالديها وتطعهما وتترحم على ابيها وتدعوا له بالمغفره وتكون تحت قدمى امها فى اى وقت تحتاجها ..برغم انها تعاملت معها كشىء تستغنى عنه وتجلبه وقتما تشاء دون مراعاه لاى مشاعر..

      غفلت عن كونها انسانه.على الرغم انه لم يصدر منها اى سلوك يتعبها فى صغرها او كبرها ولكنها تلتمس لها الاعذار.. الجهل والفقر والافكار المتخلفه المتوارثه عبر الاجيال ونظرتهم للمرأه انها شىء فائض عن الحاجه وهم يجهلوا ان المرأه هى المجتمع باكمله وليست نصفه..

      وماذا عن شريك حياه ليس بشريك بل عبء وعبء ثقيل ليس لديه إحساس بالمسئوليه ..فقير رجوله بخيل مشاعر وإحساس وحب وإحترام ..انانى نرجسى لا يرى إلا نفسه…تربى تربيه خاطئه بانه له السياده بالفطره وإلقاء المسئوليات على الطرف الاخر ..لايحترم طبيعتها ورقتها ويطالبها تكون له انثى.. يتفنن بان يطرب اذنيها كل وقت بعبارات النقد وسرد العيوب ليفقدها ثقتها بنفسها ويمرضها

      انا فجر اعترف بانى علاقاتى محدوده بطبيعة نشأتى وبطبيعة المسئوليات التى القيت على عاتقى..فقد وجدت فى عملى بالتدريس هدف إنسانى راقى ان اربى النشىء على التوعيه بالحقوق والواجبات واحترام الجنس الاخر وتصحيح المفاهيم المتوارثه الخاطئه فما اقيم من تربية انسان يحمل كل معانى الرقى والانسانيه..ادخرت وقتى كله فى البحث عن كل جديد لتصحيح المفاهيم الخاطئه سواء بالقراءه او بحضور الندوات والمناقشات ..احسست بقيمتى وانتصارى

      فلا وقت لدى لاستنزفه فى نفاق ومظاهر كاذبه..ومشاعر مزيفه.

      لا استطيع تقبل من اساء الى واذانى ولا اشغل تفكيرى بالانتقام منه فقط انساه. واهزمه بنجاحاتى وقوة عزيمتى..

      اولادى..اغلى مالدى..وحقيقهً لا اعرف كيف اكفر عن ذنبى تجاهكم ..

      عن سوء اختيارى لسندكم ولافتقادكم مشاعر الابوه وعطفها.

      والان اتساءل..

      هل من حقى ان اتحرر من سجنى؟

      هل من حقى ان اعيش الحياه كما اراها انا لنفسى..حياه ارى نفسى فيها.. تشبهنى؟

      هل يسمح المجتمع لامرأه عانت بسبب افكار ونشأه عقيمه متخلفه مترعرعه فى الجهل وبعد ان تخطت الخمسين من عمرها وبعد ان ادت رسالتها ان تهرب من حياه تؤذيها وتنفصل عنها دون ان ينتقصها المجتمع مكانتها وإحترامها؟

      فجر

Viewing 0 reply threads
الرد: Faten
المعلومات الخاصة بك:

إلغاء
Start of Discussion
0 من 0 منشورات حزيران / يونيه 2018
الآن