الرئيسية المنتديات شاركي قصتك عندما يسرق الإم أس شهر العسل

  • شاركي قصتك

    Mai تحديث قبل سنتين، 12 شهر 1 الأعضاء · 1 مشاركة
    • Mai

      مشارك
      30 مارس، 2021 الساعة 7:00 ص

      تزوجت يوم ٢٧ ديسمبر سنة ٢٠١٩ و سافرت مع زوجي إلي بلد معروف بأنها من أحلي بقاع العالم لقضاء شهر العسل…سعادتنا ببعض كانت لا توصف…

      و بمجرد الوصول، أحسست بصُداع شديد اعجزني عن النوم مع تلعثم شديد بالكلام و حالة غريبة من الترنح عند المشي.

      استمرت تلك الحالة أول خمس أيام من شهر العسل و كان لابد لنا من زيارة قسم الطوارئ و هناك، نصحنا الطبيب بإجراء أشعة مقطعية لاحتمالية وجود نزيف داخلي بالمخ.

      بدأت حالة من الهلع تسيطر عليّ أنا و زوجي حتي ظهرت النتيجة والتي أظهرت عدم وجود نزيف الحمد لله و لكن ظلت نفس الأعراض علامة استفهام عملاقة بالنسبة لنا و لطبيب الطوارئ. هنا قررت انا و زوجي إلغاء شهر العسل و حجز تذكرتين للعودة لأرض الوطن لاستشارة طبيب مُختص.

      بالفعل، مع اول زيارة لدكتور المخ و أعصاب، و بعد إجراء أشعة مقطعية علي المخ و العمود الفقري و بذل نخاع شوكي، تم تشخيصي بمرض التصلب المُتعدد (الإم أس) و تم حجزي بالمستشفي لمدة أسبوع لحقني بجرعات مُكثفة من الكورتيزون لتقلل من تأثير الهجمة علي بقية اعضاء جسمي.

      يعني ايه إم أس؟ هجمة ايه؟ أنا مش فاهمة حاجة؟ أنا هنا ليه؟ هخف امتي؟ أنا عروسة في شهر العسل…

      كانت كلها تساؤلات تتسارع للخروج و لكن التصلب المُتعدد اعجزني عن التعبير فكانت الدموع المُنهمرة علي وجنتي تصرخ بدلاً مني.

      حتي هذه اللحظة، لا أجد العبارات المناسبة لأعبر عن احساس العجز و الرُعب و الغضب لحظة تشخيصي خاصة و انه تم خلال ما يعرف ب”أسعد أيام حياتي”.

      مُنذ تلك اللحظة و أنا في صدمة. صدمة التشخيص. صدمة أن مرض التصلب المُتعدد مرض مزمن مناعي يؤثر علي الجهاز العصبي المركزي و حتي الآن، لم يُطرح اي دواء لعلاج هذا المرض و لكن العلاجات المتوافرة فقط تُقلل من تأثير الهجمات علي المريض.

      صدمة ان أغلب العلاجات (سواء حقن أو أقراص) تؤدي، علي المدي البعيد، إلي الاكتئاب.

      صدمة بدأ حياتي الزوجية بمرض مزمن يصعب التأقلم معه خاصة مع اجتياح الكوفيد١٩ للعالم.

      بطبيعة الحال مع تفشي الوباء العالمي و قضاء الكثير من الوقت بالمنزل، ما يقرب من ٩ أشهر بالضبط، كانت المُكالمات تنهال عليّ و كل يوم أسمع عبارات مواساة مثل “احمدي ربك انتِ احسن من غيرك”، “اجمدي يا ميّ، انتِ قوية و مينفعش تعيطي كدا”، “كفاية قراءة عن المرض و الاعراض الجانبية للعلاج، صدقينا هتتعبي زيادة”، “خالي بالك، العياط بيزهق الرجالة”.

      حقيقي، بعد كل مكالمة مع شخص قريب او بعيد، اكتشفت اني لوحدي. لوحدي بتشخيصي، بمعاناتي، بأفكاري، و بإنجازاتي اليومية البسيطة و في لحظة ضعف و انكسار، انتفض المارد الكامن بداخلي و تحول ضعفي و انكساري إلي طاقة إيجابية و إرادة دفعتني إلي تغيير مسار حياتي بدلاً من كوني الضحية إلي مُتمردة علي المرض ورافضة للاستلام.

      و هنا عقدت النية بأن أدرس الديجيتال ماركيتنج اونلاين، أبحث عن وظيفة، أمارس رياضة اليوجا لتقوية العضلات و المفاصل وأشارك قصتي مع العالم لأني لا ارغب في شعور اي إنسان بمعاناة الوحدة في اصعب لحظات حياته.

      فبدأت استغل السوشال ميديا خاصة منصة انستجرام لنشر الوعي عن التصلب المُتعدد تحت اسم (mserxmasr)…بدأت التحدث عن المرض و ابعاده و تأثير صدمة التشخيص او اي صدمة في المُطلق علي حياة الإنسان و سبحان الله، اذهلتني أعداد من تم تشخيصهم بنفس المرض او امراض مناعية أخري في الآونة الأخيرة.

      عملت جاهدة علي تثقيف نفسي عن المرض و طرق التعايش معه حتي تم استضافتي في اكثر من برنامج من اجل نشر الوعي عن التصلب المُتعدد و الايجابية.

      تم نشر مقالة لي في احدي المنصات المشهورة عن الصحة العامة و شاركت في فيديو يضم اكثر من ٢٠ مريض تصلب متعدد من جنسيات مختلفة.

      كونت صداقات عديدة مع الكثير من المرضي الاجانب و تعلمت منهم كيفية النظر للمرض من منظور مُختلف و طلب المساعدة و إيجاد الدعم حتي نحيا بأفضل شكل ممكن رغم كل المصاعب و التحديات اليومية.

      علي مدار بضعة شهور، وصلتني أعداد هائلة من الرسائل تتلخص في طلب المساعدة سواء لترشيح اطباء مُتخصصة في علاج التصلب المُتعدد و العلاج النفسي او تساؤلات عن المرض نفسه و كيفية التعامل مع مرضي التصلب المُتعدد و تشجيعهم و تقديم العون لهم خاصة مع انتشار وباء الكوفيد١٩.

      (من الجدير بالذكر ان كل خمس دقائق يتم تشخيص شخص ما حول العالم بالتصلب المُتعدد و نسبة تشخيص النساء للرجال هي ١:٢).

      و بعد سنة من التشخيص،

      التحديات التي لا تنقطع،

      زيارات الأطباء و الآلام المُزمنة المؤرقة،

      استيقظ من النوم مابين الخوف المُكبل من المستقبل و التصميم علي التميُز و النجاح و هأنا ذا، بفضل الله سبحانه و تعالي و توفيقه، أعمل في مكان متميز، أكتب أول كتاب لي، أشارك قصتي مع العالم أملاً في نشر الوعي و جعل العالم مكاناً أفضل ليس فقط لمرضي التصلب المُتعدد و لكن للبشرية كافة لأني أصبحت علي يقين بأن العالم بأكمله يعاني في صمت.

      هذه قصتي التي مازالت تُكتب و هذا وعد مني، بأني لن اتهاون في نشر الوعي و تحقيق حلمي حتي نستيقظ يوماً ما علي خبر اكتشاف اول دواء لمرض التصلب المُتعدد…الدواء الذي سينهي مُعاناة ملايين حول العالم ممن فقدوا عفويتهم، أحلامهم، و أقرب الناس لهم حتي أصبحوا أرواح غرباء تطفوا في أجساد مألوفة. و حتي يحين هذا اليوم المنشود، لن ادع التصلب المُتعدد يتحكم في حياتي بإذن الله.

      سأقاوم حتي أخر نفس.

      سأقاوم لي و لكل من فقد نفسه لهذا المرض المُحير. سأقاوم حتي يصبح مرض التصلب المُتعدد بلا وجود.

      أعدكم…سأقاوم.

Viewing 0 reply threads
الرد: Mai
المعلومات الخاصة بك:

إلغاء
Start of Discussion
0 من 0 منشورات حزيران / يونيه 2018
الآن