الرئيسية › المنتديات › شاركي قصتك › ” يقين “
قصتي من وجهة نظر متعافيه من اكتئاب و وسواس قهري و مرض القلق.
الحكاية بدأت وانا عندي ١٩ سنه ” اول ترم في تانيه جامعه ” بعد فشل اول قصة حب اتعلقت فيها بحد جدا لدرجة خلت الفراق يمرضني و بالذات لأن ده تم في وقت انفصال مامتي و بابايا و قرار بابايا انه يقاطعني او يقاطعنا بشكل عام و يبعد عننا تماما حوالي سنتين. في الوقت ده انا اتعرضت لضغط نغسي كبير جدا مكنتش قادره اتخيل اني أفارق ” أ ” و انه ميبقاش موجود في حياتي كنت حاسه اني بخلع قلبي بإيدي و اني كده بقتل نفسي بالبطئ .. كان ارتباطنا صعب و شبه مستحيل و عشان معذبش نفسي و اعذبه قررت احسسه اني بحب حد تاني و ارتبط فعلا ساعتها بشخص كان عايز يخطبني و فجأه و بدون مقدمات انسحبت من حياة ” أ ” من غير ما ابلغه ليه. كنت بعمل كده عشان ميحاولش يقربلي تاني فأرجع في قراري و اعتبرت نفسي بطله ساعتها وانا بضحي عشانه و باخد قرار سليم في حق نفسي. كنت بموت بالبطئ و كل شويه اجري عالطوارئ الفجر و طبعا مامتي يا عيني محتاسه بيا لوحدها و مش عارفه تعملي ايه و طبعا مكنتش برضي انها تعرف حد خالص اني بنهار اوي كده. فضلت احتمل فوق طاقة مشاعري ما بين صدمتي في بابايا انه اختفي و قاطعني و فراقي لحبيبي و مامتي اللي انا شايفاها فجأه بقت مش عارفه تعمل ايه و اخويا اللي مصدوم من اختفاء بابايا و امتحاناتي اللي عالابواب اللي مش قادره ادخلها او حتي اذاكرلها و ده عكس طبيعتي .. اني مقاتله، و كانت اول مره فعلا أضعف في حياتي، و جاتلي اول panic attack و طبعا مكنتش فاهمه ده ايه و جريت عالمستشفي علي اني كده خلاص جالي ازمه قلبيه من كتر الحزن، و هناك عرفت ان عندي ما يسمي بإرتخاء الصمام الميترالي و ان ده طبيعي و شائع عند الإناث اكتر من الذكور و ده السبب في ان يجيلي بانيك اتاك لما اتضايق، و عدي فتره وانا مش عارفه اني علي شعرايه من الإكتئاب .. و معرفش امتي بالتحديد كان الإكتىاب بلعني. و كالعاده بسبب قلة الوعي بالصحه النفسيه و اهميتها و ابعاد وخطورة اهمال الحاله النفسيه .. روحت لاول مره في حياتي لدكتور مخ و اعصاب بعد ما فضلت اكتر من يوم مش بنام ولا عارفه اكل و ضربات قلبي بسمعها بوضوح شديد و جسمي بيترعش طول الوقت مالتوتر .. دخلت للدكتور و اول ما شافني قال لماما ” ازاي سكتوا عليها لحد ما وصلت لكده؟!” يعني عشان خايفين تاخد دوا للأعصاب نقوم نعرض وظائفها للخطر ! هنا مامتي انهارت و ادركت اهمية العلاج النفسي بعد ما الدكتور نصحني اروح لطبيبه نفسيه بعد ما كتبلي علاج شديد كان بيندرج تحت ادوية الجدول. و بدأت في العلاج و كل يوم كان بيعدي عليا كنت بحس اني جوا دوامه سودا بتبلعني .. كنت حاسه كأن فيه سلاسل من نار ملفوفه حوالين روحي مش عارفه اتحرر منها و كل شويه بتسحبني جوا الدوامه لحد ما .. بلعتني! و بقيت مش شايفه الشمس في عز النهار و لا حاسه بالعالم حواليا كأني كنت فعلا في عالم تاني. في الوقت ده كنت بعدت عن الشخص اللي ارتبطت بيه ده بعد ما حسيت استغلاله لضعفي و خروجي من قصة حب مؤلمه و انه نيته مش سليمه و ان الخطوبه دي مش هتبقي علي محمل الجد، و كنت دخلت امتحاناتي و نجحت في سنه تانيه في اللي قدرت عليه و اخدت معايا مواد لسنه تالته. و دخلت سنه تالته، و هنا كانت بداية نقطة التحول في حياتي .. مامتي و جدتي اتفقوا مع واحد قريبنا في منصب كبير في شركة كبيره جدا و مشهوره انه يخليني اتمرن في الشركه عشان يساعدوني اتجاوز ازمتي .. في الوقت ده مكانش حد من اللي حواليا بما فيهم ماما فاهم حقيقة و صعوبة اللي بمر بيه .. نتيجة بردو قلة الوعي بالمرض النفسي اللي بعتبره كانسر في الروح. كنت وحيده بجد و بالرغم من كل ده دخلت الشركة و كخبث مرض الإكتئاب .. مبانش عليا خالص اني بعاني من شئ .. كانت الناس بتحب تشوفني عشان يتفائلوا و يضحكوا شويه لأني مببطلش هزار، كل اللي قابلتهم حبوني و اعتبروني واحده من المكان و فعلا اثبتت نفسي و بدل ما اتدرب ٣ شهور قعدت سنه بناء علي رغبتهم لكفاءتي. خلال السنه دي ربنا اداني دروس عمري و اداني كمان طوق نجاه اعدي بيه من قلب الدروس دي متعلمه مش متعلم عليا. بعتلي اب روحي ” قريبنا اللي دخلني الشركه” في وقت ابويا الحقيقي كان سايبني و مامتي مكانتش فايقالي بتواجه تبعات ما بعد الطلاق، الراجل ده ربنا بعته ليا نجده عشان يبقي عين عليا في وقت محدش مدرك حجم اللي بمر بيه و تبعاته ممكن تؤدي ل ايه. فتحتله قلبي و حكيتله كل حاجه و كنت معاه خطوه بخطوه بتفصيله تفصيله بحس بيها و بفكر فيها و من حسن حظي انه كان مثقف و دارس علم نفس فقدر يحتوي حالتي و يفهم انا بمر ب ايه و عرف هيتصرف ازاي معايا .. و كان ليا و مازال نعم اب. في الوقت ده طبعا كنت صيده سهله لأي حد، اتعرفت علي شاب دخلي من باب الحنيه و الإهتمام و بعد محاولاتي لتجنبه شرحتله انا ليه مينفعش ارتبط بيه في الوقت ده .. و طبعا قالي ” اوعدك اني هفضل جمبك و هخليكي تقومي علي رجلك تاني و تبقي اقوي من الاول و احسن من الاول لأني .. بحبك بجد” علقني بيه و كان تعلقي بيه تعلق غريق بقشايه، افتكرت اني حبيته. ساعتها كنت فعليا مش في وعيي تماما و كأني كنت في عالم موازي بشخصيه غير شخصيتي لدرجة اني ذاكرتي فاقده تفاصيل كتير في المرحله دي و اوقات قبلها كمان، الادويه و الضغط النفسي كانوا ابتدوا يظهروا علامتهم عليا من جوا و برا و بالرغم من محاولاتي المستميته اني افضل اعافر و اتحدي بس انتكست جامد و جاتلي افكار انتحاريه .. و فاكره يوم ما فكرت في الإنتحار .. ” وقفت جمب الشباك و كنت علي وشك أنط عشان احرر روحي من الالم مش عشان عايزه اموت، دموعي كانت علي خدي و بفكر في حاجه واحده بس .. انا .. مش .. عايزه .. اموت .. بس .. مضطره.” الالم كان مسيطر عليا . الم مش عارفه اوصفه . معرفش بيتوصف ازاي .. ده كأنه خنجر غارز في الروح واجعها .. جسمي بيتألم روحي بتتألم .. كياني مش حاسه بيه كأني برا الدنيا، بصيت للشباك و قررت اطير عشان اتحرر ماللي انا فيه كنت فاكره اني هبتكر طريقه لذيذه للإنتحار كده و اكتشفت بعد كده انها اتهرست كتير قبل كده. المهم وانا باصه للشباك و بفكر .. رحمة ربنا و لطفه و كرمه و خيره اللي اراده بيا انه الهم نفسي الصبر و اليقين .. همس صوت جوايا جوا قلبي .. ” لأ .. اوعيييييي .. كده تزعلي ربنا ! كده تفشلي في الإختبار! ده ربنا مش بيدي اصعب المعارك الا لأقري جنوده اومال اللي بيحصلهم اكتر من كده و بيصبروا دول ايه ! عايزه تخسري جزاء الصابرين .. طب حاشا لله انه يرد قلبك اللي اتعلق فيه ده .. و بكره هييجي يوم هتعيشيه هتبقي طايره مالسعاده و هتبقي بترقصي كأنك علي ساحة الكون لوحدك زي الفراشه من الفرحه .. ربنا جبار الخواطر .. اتشعبطي في يقينك بيه .. و اوعي اوعي تخلي اخر صوره عنيكي تشوفها قبل ما تقفل و متفتحش تاني .. تبقي ضلمه، عيشي و اصبري و استني الشمس.” و صبرت، صبرت علي تنمر بسبب وزني اللي زاد و تصرفاتي اللي مش متزنه و قرارارتي اللي مش محسوبه و شكلي اللي إوحش من الشخص اللي كنت متشعبطه فيه ده و وعدني، لحد ما قالي ” انتي مريضه ربنا يشفيكي مبقتش قادر استحملك ربنا يعينك علي نفسك”. في الوقت ده قررت اني لازم اخف و اقف علي رجلي و اقول للدنيا .. ” ايه يا دنيااااا .. انا هنا اهووو ” و عشان ربنا جميل و حنين و رحيم و لطيف و بيسبب الأسباب وقع في طريقي ” ج ” او ” لولو” لولو دي احلي حاجه في حياتي، القدر وقعها هي و مامتها في طريقي في اصعب وقت في حياتي و حياتهم عشان يبقي عندي اخت كبيره اسمها “م ” و بنوته حلوه كأنها خرجت من رحم روحي اسمها ” ج ” .. لظروف ما ” ج ” دي بقت مسئوليتي لوقت كبير من و هي عندها ٤ شهور، كنت فاكره ان ربنا بعتني ليها نجده بس يوم ما خرجت من حضن مامتها و جت في حضني عشان تنام فيه و هي لسه مبتحبيش حته و فضلت تزق نفسها لحد ما وصلت لحضني و اخدتني في حضنها و طبطبت عليا فهمت ان ربنا بعتهالي تقويني و تهون علي قلبي و لهاني بيها و ووجه كل طاقة الحب المكبوته المحرومه المتألمه اللي جوايا لكائن صغير برئ يستاهلهم .. و جددت طاقتي و شويه بشويه ابتدت روحي ترجعلي. بس و روحي بترجعلي سقطت مرتين في سنه تالته. بس مش مهم .. كنت بعافر مع نفسي اني ابقي الإنسانه اللي استحق اكونها .. الإنسانه اللي ربنا بيهيأني اكونها. قررت اخد كورسات و وورش في الحاجات اللي بحبها و انجح فيها و فعلا اثبتت جداره .. اترشحت لمسلسل و عملت فيلم قصير مشروع تخرج، و شاركت في تجربة اداء مسابقة مشهوره للبنات بس و الكل اشاد بيا بالرغم من عدم تأهلي فيها عشان طولي ١٦١ سم بس، و اثبتت لنفسي اني اقدر و بالرغم من اي حاجه اني .. اكون .. واني بالرغم من اي حاجه .. انا جميله و اقدر اثبت ده و ده كان كافي يخليني اقوم اقف علي رجلي من تاني و اقول .. ” انااااا ” بصوت عالي. بس حصل اللي مكنتش عامله حسابه .. فجأه و في عز ما كنت بدأت اخف و اتحسن و انجح و اعدي .. انتكست. المره دي جالي وسواس قهري ” وسواس الموت “. و اللي وقف جمبي بفضل رحمة ربنا و لطفه عليا .. جوز خالتي و خالتي، اخدوني اقيم معاهم في فيلتهم عشان استعد في هدوء نفسي في جو مريح لإمتحانات سنه ثالثه للمره الثالثه .. و ودوني عند أشهر دكتور نفسي في مصر و هنا ربنا للمره المليون بيقولي انا حنين انا رحيم انا حمبك .. اداني ابويا التاني ” جوز خالتي ” اكتشفت هنا بقي ان ربنا ممكن ياخد منك حاجه و يديك قصادها حاجات بس المفاجأه ان مش بس اداني اب روحي و اب تاني .. لأ ده رجعلي ابويا الحقيقي و خلاه يبقي متشبث بيا عشان انا امله الوحيد في الدنيا. و قعدت اكتر من ٣ شهور ادعي ربنا دعاء المضطر انه يشفيني و ينجيني، و بقيت استشعر رسايل رحمته ليا .. شوفت المطر في عز الصيف وانا بقرأ في آية الغيث، شوفت امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ” وانا بعيط و منهاره، كل آيات القرأن اللي كانت بتعدي علي ودني في البيت صدفه كنت بحسها ليا .. كلها. كانت رحمة ربنا بيا كبيره .. و علمني يعني ايه يقين. لحد ما روحت للدكتور في الجلسه اللي كانت قبل ما اروح اخر مره ليه، وانا راجعه، انا و مامتي كنا في نهار رمضان لقينا ست غلبانه بتنضف الشاعر وواقفه علي رقبتها طفل صغير عنده سنه و بتعيط و مفرهده في الحر، ماما عرضت عليها فلوس رفضت تماما فمشينا .. قعدت اعيط و اقول لماما ارجعيلها يمكن حد مشغلها بالسخره نروح او جابرها تفضل واقفه تنضف عشان تاخد اجرتها، نروح نحررها منه، رجعنالها و فهمنا منها ان بنتها ضربتها عشان جوزها قساها علي امها دي، محسيتش بنفسي غير وانا نازله ابوس راسها و اطبطب عليها .. لقيت الست هديت و اطمئنت. و هنا كان اكبر درس اخدته في حياتي. ركبت عربيتي و مشيت و كل اللي بيدور في بالي” ياااااه .. رسالة ربنا المره دي ليا بعتهالي في نفسي انا عشان يطمئن يقيني بيه، بيقولي بقي انتي يا صغيره يا ضعيفه في عز مرضك و ضعفك و قلة حيلتك و قلبك المنكسر نزلتي جبرتي بخاطر حد مكسور مطلبش منك جبر الخاطر بس انتي محتملتيش دموع مكسوره لحد غريب متعرفيهوش، بقي انا مالك الملك رب الكون القوي الجبار.. هتجيلي كل يوم و في كل صلاة تترجيني و دموعك في عينك و اردك! ” روحت قايله جوايا بصوت هز كياني ” حاشا لله ” و هنا كانت قرة عين بستشعرها بعد ما عيني كانت خدت علي دموع مُره، و معرفش ازاي بس .. خفيت. و نجحت في سنه ثالثه و دخلت سنه رابعه و تألقت فيها بمشروع تخرج جميل. خلال السنتين دول كنت باخد كورس ” لايف كوتش” في اول سنه رابعه كان بقالي ٣ سنين تقريبا مرتبطش او حبيت، حبيت صديق عمري و صدمني فيه هو و واحده من اعز صديقاتي، اقع؟ تاني ؟ لأ. هنا اكتشفت اني اتعلمت. خلصت سنه رابعه و بقيت لايف كوتش لمدة سنه قدرت فيها ادي ورش كوتشينج لمجموعه من المتدربين و كانوا كلهم اكبرمني سنا ” قبطان متقاعد_ وكيلة وزاره اجنبيه سابقه، مديرة بنك سابقه، دكتورة تغذيه، مديرة قسم Hr سابقه و مدرسة انجليزي ” مش سابقه لا ?” و شاب في مطلع العشرين. كانوا بيجولي في كل ورشي كانوا بيعكسولي فخرهم بيا، بيسمعولي، صحيح كان خارج عن المألوف انهم يجولي بس كانوا بييجوا .. يمكن كانوا بييجوا عشان مؤمنين بيا انا اكتر من إيمانهم باللي بقدمهولهم. كلهم كوم و الشاب الصغنن ده كوم تاني .. هو قصة نجاحي الصغيره و علامة انتصاري علي كل اللي فات ده لما قدرت اكون سبب انه يحقق كل اهدافه و يفخر بنفسه و اللي حواليه يفخروا بيه و اولهم انا. و جات الكورونا في عز بداية نجاحي عشان تقعدني في البيت كواحده من اوائل الناس اللي اتصابت ب التهاب رئوي و بعدها اخسر شغلي و بعدها افضل زي العالم كله محبوسه في البيت اكلم نفسي. لحد ما ربنا بعتلي ” م ” خطيبي و حبيبي، في الوقت المناسب قبل ما افقد املي في بكره .. الامل اللي كان سبب في اني افضل اعافر مع الدنيا. ما هي بردو حبسة الكورونا مكانتش سهله علي السليم ، هتبقي سهله علي اللي تاريخه مليان مهدئات ! ? و هنا كان لازم اخد خطوه في طريق احلامي الحقيقيه .. ” ابقي مذيعه و افتح مطعم” قعدت عل برامج الطبخ العربيه و الاجنبيه ليل نهار و اتعلمت الطبيخ و اتعلمت اكلات حلوه و نزلت شغل مش حباه صراحة عشان مش كرييتف بس هو اللي كان متاح و اشتركت في محطة راديو اونلابن هاخد فيها الليفل التاني اللي هو تدريب عملي ببرنامج مذاع لأني نسيت في كل الرغي اللي فوق اقولكم اني اخدت كورس اذاعه في مكان مشهور جدا اثبتت فيه نفسي في نفس توقيت كورس الكوتشينج. و بحاول احوش عشان اعمل برنامجي عالسوشيال ميديا بمستوي حلو و ادعولي بقي. طولت عليكم ! أني اسف ?❤