الرئيسية › المنتديات › شاركي قصتك › من داخل العيادة النفسية
– كَمْ مَرَّةً رَأَيْتهَا حَزِينَةٌ ؟
— أَتَذْكُر كَمْ كَانَتْ جَمِيلَةً
كَانَت مُشْرِقَةٌ كَالشَّمْس
كَالْقَمَر فِي يَوْمِهِ الرَّابِعَ عَشَرَ
كالشمعة تُضِيء مِنْ حَوْلِهَا
رَقِيقِه كالنسمة
و مُرِيحَة كَالْخَيَال
تُشِعّ طَاقَة و أَمَل
تُنِير دَرْب كُلٍّ مِنْ يَقْصِدْهَا
تُعْطِي بِلَا حِسَابٍ
بَيْنَهَا و بَيْن الأَنانِيَّة أَمْيَال بَعيدة
كَانَتْ أَجْمَلَ نِساء الدُّنْيَا
– اكرر سُؤالي ( كَمْ مَرَّةً رَأَيْتهَا حَزِينَةٌ ؟ )
— أَتَذْكُر حُزْنُهَا جَيِّدًا و لَكِنِّي لَا أَتَذْكُر إنِّي رَأَيْتهَا مَرَّة تَضْحَك مِنْ الْقَلْبِ سِوَى عِدَّةِ مَرَّات قَلِيلَة جِدًّا
كَانَتْ فِي أَحْسَنِ صُوَرِهَا
كَانَتْ جَمِيلَةً و هِي تَضْحَك و عَيْنَيْهَا تزرف بِالدُّمُوع
حَتَّى وَ هِيَ فِي قِمَّةٍ السَّعَادَة و الضَّحِك
عَيْنَيْهَا تعاندها
و كَأن الْحُزْن كُتِبَ عَلَيْهَا ، أن يَسْكُنَ قَلْبُهَا وَوِجْدَانِهَا
رَغِم رِقَّةٌ قَلْبُهَا
عَطَفَهَا و حنانها علينا جميعاً
كَانَت حنونه عَلَى كُلِّ مِنْ يَعْرِفُهَا جَيِّدًا
أَوْ حَتَّى عَلَى مِنْ كَانَ يَمُرُّ فِي حَيَاتِهَا مُرُور الْكِرَام
إلَّا أَنِّي اعْتَقَدَ أَنَّهَا لَمْ تَجِدْ مِنْ يُلاَمِس قَلْبُهَا بِحَنَان يُسْعِدُهَا و يَجْعَلُهَا تبتسم كَثِيرًا
مَازِلْت أَتَذْكُر تِلْكَ اللَّحَظَاتِ الْعَنِيفَة الَّتِي كَانَتْ تعيشها بَيْنَهَا و بَيْن ذَاتِهَا
مُحَاوَلَة ابعادنا أَنَا و أُخْتِي عَنْ الصُّورَةِ
تُغْلِق الْبَابِ وَ تَصْرُخ و تَبْكِي و تتحطم كَأَنَّهَا لَوْح زُجَاج رَقِيقٍ لَا يَتَحَمَّلُ كُل تلك الصَّدَمَات
ثُمَّ تُلَملِم شَتاتها و تَأْتِي لَنَا بِالطَّعَام مُبْتَسِمة ، تَرِبَت يَدَيْهَا عَلَى كَتفنا لتطمئننا أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ عَلَى مَا يُرام
و لَكِنَّهَا طَالَمَا نَسِيتُ أَنْ تَمْسَحَ دُمُوعُهَا قَبْلَ أَنْ تَكْذِبَ و تُخْبِرْنَا أَنَّهَا بِخَيْر
أَنْت لَسْتُ بِخَيْرِ يَا أُمِّي
أَنَا أَعْلَمُ ذَلِكَ جيداً
رَبَّمَا لَمْ يُحِبُّك هَذَا الْعَالِمُ
لِأَنَّك كُنتِ مِلَاك يَعِيش وَسَط بَشَر
لم يَكُنْ هَذَا مَكَانَك الصَّحِيح يَا أُمِّي ?
#مقدمة
#دينا_الشريف
برجاء تعديل قصتك وإكمالها و كتابة قصة ملهمة حقيقية غير روائية للمشاركة بالمسابقة.