الرئيسية المنتديات شاركي قصتك كلاكيت تاني مرة

  • شاركي قصتك

    غير معروف تحديث قبل 3 سنوات، 7 أشهر 1 الأعضاء · 1 مشاركة
    • غير معروف

      غير نشط
      16 مارس، 2021 الساعة 11:54 م

      كنت مشتته.. ماكنتش عارفه انا عايزة أعمل ايه و لا أنا بعرف أعمل ايه من أصله, ماكانش عندي أي أحساس بذاتي بس كل اللي كنت أعرفه أني طول عمري نفسي أدرس في الجامعة دي مع أني كنت عارفه أنها غالية و أمي مش هتعرف تدفع فلوسها لوحدها و كمان تدخل أخواتي علشان تعدل بينا. بس هي عملت المستحيل علشان ندخلها و تحققلي حلم حلمته و أنا صغيرة. بس أنا خذلتها و خذلت نفسي.

      و أنا 19 سنة, ظهر بابايا في حياتي تاني بعد أختفاء 10 سنين و هو بيطلب المساعدة بعد ما كل الناس سابته في عز محنته و عجزه, بقيت مشتته أكتر و مش عارفه أنا ليه اتشديت أني أساعده, يمكن صعب عليا مع أننا عمرنا ما صعبنا عليه و لا عمره سأل أحنا عايشين ولا ميتين و قلت ده لو حد في الشارع كنت ساعدته ازاي هسيبه. سبت الدنيا و روحتله أساعده بس بعيد عن أمي و أخواتي علشان مسببش ليهم وجع زيادة. تهت و نسيت أنا بعمل أيه و لقيت نفسي سبت الحلم اللي كنت بحلم بيه طول عمري.. أهملته و سحبت ترم ورا ترم و قلت هرجعله تاني بعدين, بس مكنتش أعرف أن مفيش بعدين. لحد ما بابا مات و مات معاه أحساسي بقيمتي و ذاتي و مجموعة أحاسيس أفقدتني القدرة علي أختيار القرار السليم. عشت الدوامة دي بتوابعها 5 سنين. لحد ما وصلني جواب رفدي من الجامعة بلا رجعة. حلمي راح…

      الدنيا أسودت زيادة و بقيت عامله زي اللي اتضرب علي راسه و بيتشعلق في أي حاجة علشان ميوقعش. كنت حاسة بالقهرة و الحسرة و اللي قدي ابتدوا يخلصوا الماجيستير و أنا لسه متخرجتش أصلا و لا باين أي ملامح لمستقبلي.أحساس القهرة و الوجع و الحرقة اللي كنت حاسة بيه و أنا بخرج من جامعتي لأخر مرة يكفي حزن سنين. كنت عايشة دور الضحية بحذافيره لحد ما صحيت في يوم و أخدت القرار أني هغير مصيري بأيدي.


      مكانش قرار سهل. أحتجت أمي في ضهري و لقيتها أول واحدة بتزقني, أتخطبت في الوقت ده للبني أدم الوحيد بعد أمي اللي وقف جنبي وسط كل ده لما كل الناس بعدوا عن واحدة فاشلة زيي ملهاش مكان في حياتهم و لا بقي ليها لازمة. قررت أني هتخرج مهما كان الثمن و هرجع لجامعتي تاني في يوما ما.


      أمي و خطيبي و حماتي كانوا الوحيدين اللي شجعوني أزق و أعافر و أرجع الجامعة من أول و جديد. الموضوع صعب علشان بالرغم من ان أمي خلاص فاضلها سنة علي المعاش بس صممت أنها تساعدني ماديا و نفسيا و أني أدور علي جامعة تانية كويسة و المرة دي ساعدتني و دعمتني أني أدرس حاجة بحبها و لاقيه شغفي فيها. كل ده أنا لسه بحاول أرجع لحلمي الأولاني بس بلا جدوي.


      دخلت الجامعة تاني و أبتديت حياتي من أول و جديد وسط ناس أنا أكبر منهم بأكتر من 8 سنين و سبت حلمي ورايا بوعد أني هرجعله يوما ما أن شاء الله. أول محاضرة ليا قضتها في الحمام بعيط. بعيد حياتي من أول و جديد و فضلت أقول أنا في كابوس و هصحي دلوقتي بس عدي ساعة و ساعتين و برضه مبصحاش. لقيتني بقول لنفسي “5 سنين هيعدوا هوا.. بكره هلاقي نفسي في حفلة التخرج”. خرجت من الحمام و غسلت وشي و كملت اليوم و عدي 5 سنين و أديني أهو بعمل مشروع التخرج و مستنيه اليوم اللي هاخد فيه شهادتي و يبقي أسمي الباشمهندسة.


      عدي عليا معيدين من دفعتي و من مدرستي و من صحابي و من اللي مش صحابي.. منهم اللي استهزأ و منهم اللي دعمني. عديت علي المعيد المحترم اللي بيحترم الطلبة مهما كان عمرهم و علي المعيد اللي مبيقدرش و لا يوقر. أخدت الدعم من الدكاترة اللي كل ما يعرفوا القصة يشجعوني و يشدوا من أزري و من الصحاب اللي يصغروا عني بسنين. كنت كل ما أقع ألاقي أمي تقولي مفاضلش كتير و جوزي يقولي هانت. اليوم اللي مكنتش بقدر أقوم فيه و بجر نفسي كنت بلاقي جوزي بيسقفلي علي أي حاجة عبيطة بعملها علشان أحس بالأنجاز. عدت السنين و خلاص بتخرج بأذن الله و معايا بنتي تحتفل معايا.


      أنا الحمدلله وضعي أحسن من ناس كتير و ربنا يسرلي أني أقدر أدخل جامعة تاني و دي نعمة يمكن غيري مأنعمش بيها. يمكن قصتي متبقاش أكتر قصة ملهمة بس أقدر أقول أني بعد 14 سنة الحمدلله بتخرج و ده كفيل أني يبقي عندي أمل أني ممكن أشجع حد واقف متكتف زي ما أنا كنت و أنه ياخد الخطوة و يتشجع.

      أنا يمكن لسه مرجعتش لجامعتي و حلمي من تاني… بس أنا علي يقين أني هرجعلها تاني ان شاء الله. زي ما قدرت أتغلب علي الظروف و علي نفسي و علي الضغوطات و سؤال “يااااه أنتي لسه بتدرسي؟”و أوصل لهنا.. هقدر أوصل للي وعدت نفسي بيه بأذن الله.

Viewing 0 reply threads
الرد: غير معروف
المعلومات الخاصة بك:

إلغاء
Start of Discussion
0 من 0 منشورات حزيران / يونيه 2018
الآن