لطيفة النادي.. أم الفيزياء النووية وأول سيدة مصرية تحصل على الدكتوراه في الفيزياء النووية
نجحت الدكتورة لطيفة النادي في إقتحام واحد من أصعب المجالات من خلال عملها بمجال الفيزياء النووية، حيث أنها أحبت ودرست وعملت بهذا المجال، حيث كان لديها شغف الاطلاع على المجلات العالمية المتخصصة في الفيزياء منذ طفولتها، لذلك فضلت دراسة الطاقة النووية بدلًا من الطب، وذلك بعد أن دفعها حبها لـ ماري كوري إلى الإلتحاق بكلية العلوم لدراسة الطاقة الذرية والتفاعلات النووية.
ولدت لطيفة النادي عالمة الفيزياء النووية بمحافظة القاهرة 4 أغسطس 1934، وتخرجت من كلية العلوم بجامعة القاهرة بتقدير امتياز، وتم تعيينها معيدة بالكلية، وتعد أول إمرأة مصرية تحصل على درجة الدكتوراة في الفيزياء النووية، ولكن لم يستمر عملها بالجامعة لفترة طويلة بسبب رغبتها في العمل بهيئة الطاقة الذرية سنة 1956.
تقدمت الدكتورة لطيفة النادي للعمل بمفاعل “أنشاص” التابع لهيئة الطاقة الذرية، وتم إرسالها ضمن وفد مكون من 12 باحثًا للعمل والتدريب على مفاعل “سوكل” بروسيا، وحصلت أيضًا على درجة الماجستير في الطاقة الإشعاعية عام 1960، وفي عام 1969 تركت العمل في هيئة الطاقة الذرية وتقدمت من جديد للإلتحاق بكلية العلوم كأستاذ مساعد في الفيزياء النووية، ثم ترأست قسم الفيزياء لمدة ثلاثة دورات متتالية كأول إمرأة تترأس القسم، ولقبها الطلبة بالكلية بـ “الفيزياء النووية”.
نجحت خلال فترة السبعينات في بناء مبنى الفيزياء بكلية العلوم بالجامعة، واتجهت للعمل في مجال الليزر بعد أن أرسلت ألمانيا جهاز ليزر متطور لمصر عام 1979، وكان الجهاز بحاجة لشخص متخصص لتشغيلة فور وصولة، وخاضت الدكتورة لطيفة التحدي وبالفعل قامت بتشغيل الجهاز، ومن ثم قررت أن تتعمق في دراسات الليزر وأصبحت واحدة من أهم العلماء في الشرق الأوسط، كما أنها ساهمت في إنشاء المعهد القومي لليزر عام 1994.
وعن فترة عملها بمفاعل أنشاص، قالت إنها كانت متزوجة في هذه الفترة واتفقت مع زوجها على تأجيل الإنجاب حرصًا على الجنين من تعرضة لأي إشعاعات ذرية، وأشارت إلى أن وجود الزوج المتفهم لطموحها وعبقريتها كان أحد العوامل التي دفعتها للنجاح بهذا المجال، حيث أنها حصلت لطيفة النادي على عدد من الجوائز ومنها جائزة الدولة التقديرية، وجائزة رمال الفرنسية.